أهم ما يحسب لثورة 25 يناير هو انطلاق تيار جديد يحمل سمات جديدة من الوطنية، ويحمل حلما وطنيا له امتدادات عربية، بعيدا عن التقسيمات والتنوعيات التى ظلت لصيقة بنا، وهو تيار تحكمه المصلحة الوطنية العليا ونابع من واقع الوطن وقضاياه.
وامتد توالد هذا التيار من رحم الثورات العربية الأخرى ليضيف بعدا ثالثا للتقسيمات التى ظلت مفروضة علينا وفق أنماط غربية أو شرقية، ولاحظنا ذلك فى نتائج ثورة تونس وافرازات ثورة الشعب اليمنى، وما نلمسه حاليا من الثورة المستمرة فى ليبيا، كما نتلمس ذلك فى سوريا، ومازالت هناك بوادر فى بلدان عربية أخرى.
وكسر هذا التيار كل التقسيمات التى ظلت سائدة طوال السنوات الماضية، ووضعت المجتمع أما بين تيار رجعى وآخر تقدمى، ليدخل بينها التيار الإسلامى بكل تصنيفاته، إلا أن الثورة أفرزت هذه التيار الذى له امتدادات لم تكن واضحة فى بعض الأحيان، كما أن جذوره هى من واقع الوطن.
ولا شك أن هذا التيار يضع مصلحة الوطن على رأس أولوياته، ولا يهادن على مصالحه ومطالبه، وشديد الحرص على مواصلة العمل والنضال حتى تتحقق أمنياته، ولاحظنا ذلك هذه التمسك بأن تتم محاكمة رؤوس النظام وعيون ورجال الفساد فى المجتمع، وهو ما تم فى محاكمة الرئيس المخلوع حين مبارك، وأبناءه، ورجاله وأعمدة حكمه.
ويضاف إلى سمات هذا التيار، أنه غير تابع للغرب، ولا تكسره التربيطات، ولاتملى عليه الرؤى، بل يملك هو رؤاه ، لايخضع للابتزاز، حريص على انتقاء كلامته وتعقيباته، انطلاقا من مصلحة الوطن، والمواطن، حريص على أن تكون له مفرداته، دون استنساخ.
تيار يعرف أن إسرائيل عدو والمهادنة معها مرفوضة والتطبيع معها خط وطنى أحمر، والدليل التأييد لقضايا وحقوق شعب فلسطين، ضد أطماح العدو، وهو أيضا تيار سار فى طريق مختلف عما سعى اليه حكامه المخلوعين، او من هم فى الطريق الى نفس المصير.
فمبارك وبن على والقذافى وصالح ارتموا جميعا فى أحضان الغرب، وسعوا الى كسب ود وأحضان الأمريكان، والأسد، غازل نفس الطريق، والهدف كان واحدا هو حماية أنفسهم وكراسيهم، قبل حماية أنظتهم.
وادرك هذا التيار الجديد الفكرة، وتأكد أن الغرب وعلى راسه أميركا تحكمهم مصالحهم، وحرص منذ البداية أن يضع حدا فاصلا للعلاقة، وان كانت هناك بعض المتغييرات، ولم يكن مفاجئا أن يكون التابعين من الرؤساء العرب هم أول الضحية، لتأتى الضربة من حاميهم، فرفضت أوروبا استقبال بن علي، وتراجعت أميريكا عن حماية مبارك، وضربت فرنسا القذافى فى مقتل، وتكاتف الغرب على صالح، ومشى فى ركابهم تابعيهم فى المنطقة.
ويبقى لتيار الثورة أنه يدرك مصالحه الاقليمية، بين ايران وتركيا، ويراهن على أن يرتبط بعلاقة قوية فى محيطه العربى بكل مفرداته، ويدرك أن قوته من قوة عروبته، وليس لقربه من الغرب، والأميركان بالأساس، إدراكا منه أن مصالح الغرب تنطلق من حماية الكيان الإسرائيلى بالأساس.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين حسنين
نعم لتوحيد الصفوف ونبذ الفرقة تحت شعار واحد هو "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا&q