أطلق الرئيس الأمريكى باراك أوباما أسبوعا خصصه للترويج لخطته لخفض العجز فى الميزانية، بدأه اليوم السبت بتوجيه انتقاد حاد لميزانية مطروحة من الجمهوريين، قال إنها تقدم رؤية "خاطئة بالنسبة لأمريكا".
ففى خطابه الإذاعى الأسبوعى، الذى يبث أيضا عبر الإنترنت، اتهم أوباما الجمهوريين بالسعى إلى تفكيك برامج الأمان الضعيفة واختيار خفض الضرائب على الأغنياء على حساب الطلاب الذين يدفعون من أجل التعليم الجامعى أو البالغين الأكبر سنا الذى ينفقون على الرعاية الصحية، وعلى حساب برنامج الرعاية الصحية الفيدرالى.
وقال أوباما "كى نستعيد المسؤولية المالية فإنه يتعين علينا جميعا المشاركة فى التضحية، ولكن لا يتعين علينا التضحية بأمريكا التى نؤمن بها".
وكرر أوباما فى كلمته ما قاله فى خطابه يوم الأربعاء الذى كشف فيه عن خطة لخفض العجز فى الميزانية بأربعة تريليونات دولار خلال اثنى عشر عاما، وهو هدف قال إنه يمكن أن يتحقق، مع مزيج من خفض الإنفاق فى عدد من القطاعات، وتغيرات فى برامج الرعاية الصحية الرئيسية وزيادة الضرائب.
ومثلت رسالة أوباما أوضح محاولة من جانبه لوضع مسافة أيديولوجية بينه وبين الجمهوريين بعد شهور من التفاوض للتوصل إلى مشروع قانون للإنفاق خلال ستة أشهر يمثل حلا وسطا يخفض إنفاق الحكومة بأكثر من ثمانية وثلاثين مليار دولار. وقد وقع أوباما على مشروع القانون أمس الجمعة.
ويخطط أوباما لمواصلة الترويج لخطته طوال الأسبوع، عبر عقد اجتماعات فى دور البلدية فى شمال فرجينيا يوم الثلاثاء، وميدنة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، ورينو بولاية نيفادا، إضافة إلى جولة فى غرب الولايات المتحدة تتضمن تجمعين على الأقل لجمع التبرعات يعقدهما الحزب الديمقراطى.
وقال أوباما فى مقابلة مع الأسوشيتد برس يوم الجمعة إن الأسئلة الأساسية بشأن كيفية تغيير برامج الفوائد الضخمة مثل الرعاية الصحية، أو كيف ستنتظر عملية تغيير نظام الضرائب بعد الانتخابات الرئاسية عام 2012.
لكن أوباما أقر أنه سيضطر إلى تقديم خفض فى الضرائب للفوز بأصوات عدد من الأعضاء فى مجلس النواب الذى يهيمن عليه الجمهوريون لزيادة حد الدين.
وسيبلغ حد الدين أعلى سقف له وهو 14.3 تريليون دولار فى منتصف مايو ، ويقول مسئولون بالإدارة إن السقف يجب أن يرتفع فى موعد لا يتجاوز أوائل يوليو.
ورغم أن أوباما توقع فى المقابلة "حل أوسط ذكيا" فإن خطابه اليوم السبت لم يترك مجالا كبيرا لأرضية مشتركة مع الميزانية المطروحة من الجمهوريين فى مجلس النواب. وتقضى هذه الخطة، التى أقرها مجلس النواب اليوم الجمعة، بخفض الفوائد بمقدار أربعة تريليون دولار خلال السنوات العشر القادمة.
وتقضى الخطة بتمديد خفض الضرائب الذى تم إقراره فى عهد الرئيس بوش على جميع مستويات الدخل، وإلغاء قانون الرعاية الصحية الذى تبناه أوباما، وتعديل نظام الرعاية الصحية عبر تقديم مدفوعات فيدرالية بنظام القسائم فى المستقبل للمتقاعدين لشراء تغطية صحية من خطط القطاع الخاص.
وقال أوباما عن خطة الجمهوريين "إنها رؤية تقول إنه من أجل خفض العجز يتعين علينا إنهاء الرعاية الصحية كما نعرفها، وخفض المساعدات الصحية، وهو ما يعنى حرمان الملايين من كبار السن والأطفال الفقراء والأمريكيين الذين يعانون من إعاقات، من الرعاية الصحية التى يحتاجونها".
