قال الروائى والقاص إبراهيم أصلان، إنه من الواضح أن هيئة الرقابة على المطبوعات لم تسمع بعد عن قيام ثورة 25 يناير، ومازالت محتفظة بلوائح عملها القديمة والتى مارستها فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك.
واستبعد أصلان نجاح الثورة فى تغيير ثقافة المصادرة والمنع نهائيا خلال تلك الفترة القصيرة، مستشهدا بواقعة حدثت معه شخصيا أثناء إشرافه على سلسلة أفاق عربية التابعة لهيئة قصور الثقافة، عندما منعت الهيئة نشر بعض المختارات الشعرية للشاعر اللبنانى محمد على شمس الدين إلا بعد تغيير بعض المفردات فيها.
جاء ذلك تعليقا على حالات المصادرة والمنع التى شهدتها الأعمال الأدبية والفنية بعد ثورة 25 يناير، والتى تمثلت فى منع هيئة الرقابة على المطبوعات عودة 15 نسخة من رواية أبناء الجبلاوى الصادرة عن دار العين للنشر ضمن مرتجعات الدار من شحنة معرض أبو ظبى للكتاب، وكذلك منع الأعمال الكاملة لجبران خليل جبران من دار البستانى للنشر وكتاب حلف الإرهاب للكاتب عبد الرحيم على والصادر عن دار المحروسة للنشر، أثناء عودتهم أيضا من المعرض نفسه.
وأكد أصلان فى تصريحاته لليوم السابع، أن الثورة وحدها لن تنجح فى القضاء على تلك الظاهرة وحتى وإن نجح الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الحالى من وضع قوانين جديدة لتقنين تلك العملية ستظل الرقابة الداخلية للناشرين فى مصر متمسكة بهاجس الجنس والسياسة والدين وتتجنب كافة الأعمال التى تحاول أن تتطرق لمثل تلك المواضيع، متوقعا أن الأمر لن يقتصر على الكتب فقط ولكن ستخضع الأعمال السينمائية أيضا لمزيد من الرقابة.
واتفق معه الفنان التشكيلى محمد عبلة معلقا على واقعة شبيهة وهى استبعاد ثلاثة لوحات فنية عن الرئيس السابق حسنى مبارك للفنانة ياسمين حسن خلال معرضها بمركز الجزيرة للفنون، قائلا: مصادرة أعمال الفنانة دليل على استمرار العمل بالسياسة السابقة، متسائلا: لماذا يحتفظ وزير الثقافة الحالى، بمدير مركز الجزيرة " محمد رزق" وهو يعلم جيدا أنه جزء من النظام السابق وعمل خلال عهد الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق والفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق.
وتوقع عبلة أيضا مزيدا من أعمال المصادرة والقمع وذلك لأن جذور النظام الساقط مازالت مرتكزة فى أماكنها تمارس مهامها بشكل طبيعى، رافضا أن يكون الحل لمواجهة تلك الظاهرة هو حل هيئة الرقابة على المطبوعات مقترحا أن يتم إعادة هيكلتها من جديد وتقنين دورها.
وأضاف: المشكلة التى مازالت تتطارد وزارة الثقافة هى انها ليس لديها إجابة على سؤال إلى أين تتجه الثقافة المصرية؟
فيما اختلفت نظرة الناشر محمود مدبولى للأمر قائلا، إنه بعدما تم الغاء جهاز أمن الدولة، أختلف الوضع تماما واختفت أشكال الرقابة على الإبداع.
وأوضح مدبولى، أن الحديث عن مصادرة الأعمال الأدبية الآن، الغرض منه إثارة الضجة والبلبلة لتحقيق أعلى مبيعات لتلك الكتب، قائلا : الدليل على ما أقول انه تم عرض كتب عبد الحليم قنديل التى كانت ممنوعة فى عهد مبارك ، من جديد للبيع فى مختلف المكتبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة