قال وزير خارجية إندونيسيا، مارتى نتاليجاوا، إن ما حدث فى مصر بعد ثورة 25 يناير هو تقريبًا نفس ما حدث فى إندونيسيا عقب ثورة 12 مايو 1998، فتاريخ الاستبداد فى البلدين متشابه إلى حد كبير، والثورة التى أطاحت بسوهارتو عام 1998 شبيهة بالتى أطاحت بمبارك عام 2011.
وما يجرى الآن هو نسخة طبق الأصل مما جرى قبل 13 عامًا، حيث اندلعت الثورة فى إندونيسيا ضد الرئيس سوهارتو بعد ثلاثين عاما من الاستبداد وخرج الملايين إلى الشوارع يطالبون باستقالة الرئيس احتجاجا على الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، حيث استمرت المواجهات الدامية بين الشرطة والشعب عشرة أيام قتل وأصيب خلالها آلاف الأشخاص ثم تقرر نزول الجيش إلى الشوارع وفى 21 مايو 1998 خرج الرئيس الأندونيسى على شاشة التليفزيون معلنًا استقالته.
وأضاف نتاليجاوا، أثناء حضوره مؤتمراً صحفيا بسفارة إندونيسيا بالقاهرة، إن بلادة تتمتع بعلاقات طيبة مع مصر التى كانت أولى الدول فى العالم اعترافا باستقلال بلاده، معربا عن سعادته البالغة بزيارة القاهرة التى التقى خلالها مع وزير الخارجية نبيل العربى.
وأكد نتاليجاوا ضرورة العمل مع مصر فى الفترة المقبلة من خلال حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامى، مشيدا بالتغيير الذى حدث فى مصر بعد ثورة 25 يناير، والديمقراطية التى تشهدها البلاد حاليًا.
وقال نتاليجاوا إن حركة عدم الانحياز ستحتفل الشهر القادم بـ 50 عامًا على تأسيسها، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية وعملية السلام فى الشرق الأوسط ستكون على رأس الاحتفالية محاولين حل القضية بمساعدة منظمة المؤتمر الإسلامى.
وبالنسبة للاقتصاد قال نتاليجاوا، نحن نحاول البحث عن مظاهر جديدة للتقارب فى مجالى الاستثمار والتنمية، ونأمل تقويتها الآن بعد اتجاه المصريين للديمقراطية.
وردا على سؤال إمكانية مصر من حل مشكلة المياه مع دول حوض النيل، قال "يجب أن يكون الحل بالتفاهم والمساعدات الممثلة فى الغذاء والإعانات بين هذه الدولة، ولا مجال إطلاقا للحل العسكرى، لأنه سيزيد الأمر سوءًا، وهذا ما يقوم به الدكتور نبيل العربى من محادثات مع أثيوبيا وغيرها لإيجاد حل دبلوماسى للأزمة".
وبالنسبة لدعم إندونيسيا للسياحة، قال نحن نعلم جيدا أهمية السياحة بالنسبة لمصر، لكننا أيضا فى إندونيسيا نحاول تقديم بلادنا بشكل سياحى، ونفتح الباب أمام تبادل السائحين للتعرف على مصر بصورة أفضل، ونعمل من خلال المباحثات على فتح خط طيران مباشر بين البلدين لدعم السياحة المصرية سريعا نظرًا للتدهور الشديد التى شهدته مؤخرًا.
وقال نتاليجاوا، فى النهاية نأمل أن تسلك مصر التجربة الإندونيسية وتتجه إلى الديمقراطية مثلما فعلت إندونيسيا عام 1999، لكن نحن لا نجبر المصريين على اتباع التجربة الإندونيسية، لكن ما يثير الأمر دهشة أن ظروف مصر هى نفس ظروف إندونيسيا تمامًا.
نتاليجاوا: ما حدث فى مصر نسخة لما حدث فى إندونيسيا منذ 13 عامًا
الجمعة، 15 أبريل 2011 03:51 م