د. حاتم عكاشة

من هو رئيس مصر القادم؟

الجمعة، 15 أبريل 2011 08:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الذكاء الفطرى، الالتزام الأخلاقى، الاحتراف السياسى، تقديس العلم، تبجيل الثقافة – هى الصفات الخمسة التى يجب أن تتوافر فى الرئيس المثالى لمصر ليكون رئيسا وطنيا ناجحا محققا لطموحات وآمال جماهير الشعب العريضة بكافة طوائفها فى غد أفضل لهذا الوطن.

الذكاء الفطرى والذى يمكن أن يقاس بالطرق العلمية ويمكن تأكيده بالسيرة الذاتية للشخص قبل ترشحه هو الذى يجعل الرئيس محسنا فى إختياره لمعاونيه، مدركا لترتيب الأولويات لدى الشارع المصرى، حاضر الذهن عند اتخاذه لأى قرار، سريع البديهة فى إدارته للأزمات، كاريزميا مؤثرا عند عرضه لأفكار مبتكرة غير اعتيادية من خارج الصندوق، مجادلا مقنعا عند اختلاف معارضيه معه فى الرأى، مجيدا للاستماع للآخر ليحقق أكبر الاستفادة من آراء معارضيه قبل مؤيديه، بعيدا كل البعد عن العناد والعنجهية.

أما الالتزام الأخلاقى فهو الذى يجعله يراعى الله فى عمله وشعبه ووطنه وأمته والعالم أجمع، وهو الذى يبقيه قريبا من الناس، كل الناس، دون حاجز يفرض عليه أو عليهم، فقربه من شعبه هو الذى يكسبه شرعيته وقوته وهو سنده إن عدل أمام أية ضغوط داخلية أو خارجية.

نأتى للاحتراف السياسى، ولا أقصد هنا أن يكون الرئيس منتميا لحزب من الأحزاب أو جماعة من الجماعات أو أن يكون قد سبق أن تقلد منصبا سياسيا رفيعا أو ماشابه ذلك، ولكننى أعنى أن يكون محترفا لفن الحياة، فالسياسة تمس المواطن البسيط فى كل ما يتعلق بحياته اليومية، وتبعاتها تنعكس على كل الناس من أعلاهم شأنا إلى أقلهم، فهى تؤثر فى حالة المواطن الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والأخلاقية.

إن التوجهات السياسية المتباينة فى الدول المتحضرة تتنافس لخدمة المواطن على اختلاف طبقاته لتحقيق أقصى استفادة ممكنة له ولتحسين نمط حياته والرفع من شأنه، ولإعطائه قدرا ملموسا ومقنعا لمعيشة أفضل وأملا متجددا قريب المنال فى غد أكثر إشراقا.

أقصد بالاحتراف السياسى أن يكون المرشح الرئاسى صاحب حلم، يؤمن به، ويستطيع إقناع الأغلبية العظمى من الشعب به لتشاركه هذا الحلم، ثم العمل معا من أجل تحقيقه، وأن يسخر علاقاته الخارجية فى إطار المصالح المتبادلة والتكافؤ لخدمة هذا الحلم، وأن يتمتع بقدرة على القراءة التحليلية الواعية للتاريخ، وبرؤية واقعية، حالية ومستقبلية، وببرنامج شامل، متماسك الأركان، واضح المعالم، دقيق التوقيتات، يتوافق مع المعطيات والمستجدات، وبأسلوب يتميز بالأمان والسلاسة يهدف إلى نقل هذا الحلم من عالم الخيال إلى أرض الواقع فى أقصر زمن متاح وبأكبر المكاسب الممكنة.

وبتقديس العلم يعلو شأن الوطن والمثل واضح فى تجربة مهاتير محمد فى ماليزيا والتى لا تتمتع بعشر ما لمصر من إمكانيات.

ولا أعنى هنا أن يكون مرشح الرئاسة عالما، ولكن أن يكون، وبكل تأكيد، مؤمنا بدور العلم والعلماء فى نهضة الأمم والشعوب، وأن يعتمد على العلم منهجا فى كل شىء بدءا من منظومة التعليم والبحث العلمى إلى تأهيل المزارع البسيط لزراعة أرضه.

العلم هو الذى يسخر الإمكانيات البشرية والمادية ويضاعفها لخدمة الفرد والمجتمع بأقصر الطرق وبأقل التكاليف، مما يؤدى إلى نهوض الأمم فى أسرع وقت.

إن رأس النظام الذى يقدر العلم ويقدسه يصبح شديد التواضع، عظيم الطموح، ثابت الإرادة، متجدد الدوافع، دائم الإطلاع، شديد المراجعة والمحاسبة للنفس قبل الغير، واسع الخيال، غير راض بالواقع، عاشقا للتطور، قوى التحمل، صبورا، زاهدا فى المنافع الشخصية، مقتنعا بالعمل الجماعى المنهجى المؤسسى كأسلوب حياة، مقدرا لقيمة التخصص وضروريته فى كل مجال.

وبتبجيل الثقافة والاهتمام بها ترتقى قيمة الفرد وتتسع مداركه ويهذب سلوكيا وإنسانيا مما سيعود بالفائدة على أسرته ومجتمعه ووطنه. وبالثقافة سيعى المواطن قيمة الحرية التى قد تتحول إلى همجية إذا تعدت على حريات الآخرين، وسيدرك معنى الديقراطية التى قد تتبدل إلى ديكتاتورية إذا إنفرد برأيه ورفض الرأى الآخر، وسيتعلم أن المصلحة العامة تجىء فى المرتبة الأولى قبل مصلحته الشخصية، وسيفهم أن حضارة الشعوب لا تتمثل فقط فى تاريخها وعراقتها وثرواتها وآثارها، ولكنها تقاس بسلوكياتها وبعملها وبإنتاجها وبمدى تأثيرها فى العالم من حولها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة