استيقظ فجأة من غيبوبته التى دخل فيها من يوم 1/1/2011، وقام وتوجه إلى التلفاز ليشاهد مسلسلاً ينسيه همومه، أو مباراة كرة قدم يفرغ فيها غيظه، وأخذ يقلب فى القنوات، وعندما لمح نشرة الأخبار فى التليفزيون المصرى، أسرع يغير القناة بسرعة، فأكثر شىء كرهه فى حياته هى نشرة الأخبار، ملّ من التلفاز ولم يجد فيه شيئاً يعجبه.. خرج إلى الصالة وجد زوجته وأبناءه يشاهدون التلفاز، وكانت الصاعقة التى حلت عليه أنه رآهم يتابعون الأخبار.. وفى التليفزيون المصرى، صرخ فيهم وكأنه ضبطهم متلبسين بجريمة: ماذا تفعلون؟ استداروا جميعا فى لحظة واحدة وتهللت وجوههم وجرى جميعهم نحوه ليحتضنوه، وهم لا يكادون يصدقون فها هو والدهم أفاق من غيبوبته.
لم يعبأ بهم فهو لم يكن يدرك أنه كان فى غيبوبة.. وأعاد السؤال بقسوة وصرامة أكثر: ماذا تشاهدون؟ منذ متى وأنتم تفعلون هذه الفعلة؟ ضحكوا جميعاً فاشتد غيظه، فأشاروا عليه أن ينصت للأخبار، وهو يعرف سبب ضحكهم، فجلس وهو يتنهد بغيظ، سمع المذيعة تقول: "حبس مبارك ونجليه 15 يوماً على ذمة التحقيق"، اتسعت حدقتا عينيه فى ذهول شديد، صعقته الصدمة فلم يكد ينطق، وانطلقت المذيعة تقول: "حبس فتحى سرور.. التحقيق مع أحمد عز.. حبيب العادلى.. جرانه.. المغربى.. نظيف.. إلخ"، انتفض واقفاً فى مكانه يصرخ بأعلى صوته: لقد احتلت مصر.. لقد احتلت مصر.. وأخذ يبكى بكاءً شديداً، وتعالت ضحكات أبنائه وزوجته، فصرخ فيهم: أنتم خونة. مصر محتلة وتضحكون.. ازدادوا ضحكاً، فاستمر يقول متألماً: صحيح مبارك كان ظالماً لكن هو أحسن من الاحتلال.. هدأوه وأجلسوه وأخذ ابنه الأصغر ابن الثانية عشرة، والذى لم يقل كلمة سياسية واحدة طوال عمره يشرح له ما حدث، ويقص على مسامعه قصة ثورة الشعب، والأحداث التى تلتها والاستفتاء وحبس الظالمين والتحقيق معهم وآخرهم مبارك ونجليه إلى اليوم.. لم يكد الولد ينتهى حتى أسلم والده الروح.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة