رحاب صالح تكتب: ألم تكن هذه بلدنا منذ ولدنا؟

لم أشعر برغم كل شىء أن هذه ليست بلدى ...
برغم كل الفساد
برغم كل القهر المادى والمعنوى
برغم أننى فكرت ف الهجرة أكتر من مليون مرة ولأسباب كثيرة جدا
ولكن مع اندلاع الثورة.....
وجدتنى أشعر بإحساس غريب..... بدأت أشعر بأن ما كنت أحلم به من تغيير للأفضل قد بدأ يتحقق.
ولكن..................
ومع مرورالأيام وما قد رأيت من أحداث مؤسفة وجدتنى غير قادرة على... فهم ما يحدث....
بالأمس كنت أخرج للجامعة وأجد الشباب يضايقون الفتيات بكلمات الغزل والأفعال المشينة..... والآن لم يختلف الوضع كثيرا... وإن كان تحسن بالفعل.

بالأمس كان الشباب بالجامعات وفى الشوارع والناس أيضا يلقون بأى شىء ف الشارع .... أوليس الشارع ملكهم...؟
بالأمس كان الناس ...... ومازلوا....... يرتشون..... ينافقون....... يجاملون....
بالأمس..... كان الناس يتظاهرون بالدين.... والآن يحاولون التبرؤ منه....... للأسف
بالأمس .... سرت وحدى بالشارع أقرأ اللافتات التى علقها بعض الأشخاص واندمجت فى قراءتها لدرجة أن سيارة مسرعة كادت تصدمنى ..... اللافتات كتب عليها " الشارع ملكك...لا تلق القمامة به" "مصر بلدك حافظ عليها" " اختك دى....اللى ماشية ف الشارع .... حافظ عليها" "مصر بلدنا لازم نحافظ عليها"............
عدة لافتات..... كثيرة العدد جدا..... ولكن.... هل يتوقف كثيرون مثلى لقراءتها...؟؟؟؟؟!!!
هل يفعل الناس هذا...؟
وحتى الإعلانات أصبحت غريبة جدا.... بلاش تخرب مصر...عشان بحب مصر مش هقول ع البامية يييع ....عشان بحب مصر مش هرمى الزبالة فى الشارع... وعشان بحب مصر مش هعاكس ولا أضايق بنت فى الشارع....
ومن الكلمات المجاورة للوجو القناة التى كانت تنادى بإسقاط النظام إلى الشعب يريد الامن والامان ....
ويخرج علينا كل من هب ودب يقول.... الآن أشعر أن هذه بلدى ... أولم تكن هذه بلدنا منذ ولدنا...؟؟؟!!
أتساءل ... من يرمى بالقمامة فى الشارع... من يخرب المنشآت ... من يضايق الفتيات فى الشوارع... من ينادى بنبذ الدين وقيام دولة علمانية.. من ينادى بالتحرر والتشبه بالدول الغربية....
نحن حتى لا نرقى بأنفسنا بيننا وبين أنفسنا... فيوم خطاب الرئيس المخلوع عن أسفه عما يقال عنه.... وأنه حزين حقا لما يقال.... كنت فى مطعم شهير مع صديقتى ووقفنا نستمع للخطاب قبل أن نجلس على مائدتنا، واستمعنا ولم نعلق سوى بأن الرئيس السابق يشعرنا بأنه لم يترك الرئاسة بعد... ولكن التعليقات التى سمعناها لم تكن بمثل رقى ما قلناه... بل بها ألفاظ سيئة جدا، حتى عندما جلسنا لتناول غدائنا وجدنا بعض الأشخاص وليس الجميع بالطبع.... يتعامل بشكل غريب مع الأشياء كأن يرمى بالأشياء على الأرض والكلام والضحك بصوت عال ...وحتى المناديل الورقية يمسح بها يديه ويلقيها على الأرض ....مشهد غير حضارى وغير لائق وغير دينى وغير اجتماعى... للأسف
أليست هذه بلدنا......؟؟؟!!!
نعم بلدنا.... فلماذا نفعل هذا إذن...؟
وهل نحتاج لإعلانات ولافتات لنفعل ذلك...؟
مجرد تساؤل فقط.....