الشعب المصرى هو من ابتدع الفكاهة فى أحلك المواقف، فمن المعاناة يستنبط النكتة، ومن الألم يستلهم الضحك حتى أنه دائما مايردد عبارة (شر البلية ما يضحك)!
فبعد أن أصدر النائب العام أحكاما بالحبس لعدد من الوزراء وأعضاء مجلس الشعب ورجال الأعمال ، وإمتلاء مزرعة طرة بهم، اقترح البعض اقتراحا عبقريا بتحويل سجن المزرعة إلى مزارسياحى يطلق عليه جمهورية طرة، على أن تكون الزيارة بأسعار مخفضة لأبناء الشعب المصرى من الفقراء ومحدودى الدخل، وأن تذهب عوائد الزيارة فى دعم الاقتصاد الوطنى المصرى، بعد أن ضم السجن بين جدرانه باقة كبيرة من الوزراء والمشاهير، فقد تكون المرة الأولى فى تاريخ السجون العربية أن نرى حكومة كاملة تقريباً ومسئولين ورجال أعمال، ولا ينقصهم سوى وزيرة قوى عاملة سابقة، وسيدة أولى للجمهورية (حاجه تطرى القاعدة)، ثم قدوم رئيس مجلس الشعب السابق والرئيس السابق ونجلى الرئيس السابق حتى يكتمل لدينا نصاب الجمهورية، ونجعل هناك أكثر من مرشد سياحى يعلم الأجيال القادمة من هؤلاء؟ وماذا فعلوا فى حق الشعب؟ وماذا كان جزاؤهم؟ وأتخيل طفلا صغيرا يسأل والده فى المزار السياحى قائلا: "بابا مين عمو الطويل قوى ده"، فيرد عليه: "ده مسئول تنظيف الحمامات فى الجمهورية الجديدة، ومين عمو القصير خالص ده يابابا اللى قاعد على الحديدة، فيرد الأب: "دى مش حديدة ياحبيبى دى بيسموها هنا خزوق ياما عمو ده أذى ناس بيه وربنا بيخلص منه هنا"، فيسأل الولد والدة ببراءة الأطفال: "كلهم كده يا بابا عملوا حاجات وحشه بره علشان كده جم هنا"، فيرد الأب: "نعم يا حبيبى هذا جزاء كل خائن لمصر وشعبها"، وأتحدى لو نفذت هذه الفكرة فإننا فى غضون عام واحد من تدشين هذا "المزار" الفريد على خريطة السياحة المصرية سنستعيد كل خسائرنا خلال السنوات الماضية ونحقق معدلات إقبال للسائحين من كل بلدان العالم أعلى بكثير مما كنا نحلم به لو فزنا بتنظيم مونديال كأس العالم!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة