اختلفت الآراء حول ما تحقق من مطالب "ثورة 25 يناير" البيضاء حتى الآن، خاصة بعد قرار النائب العام بحبس الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه، وبعدما ضم "بورتو طره" سجن المزرعة سابقاً كوكبة من مشاهير السياسية فى النظام السابق.
ورغم أن هذا القرار أثلج قلوب من ذاقوا المر والظلم الاجتماعى أثناء حكم الرئيس السابق، فإن مطالب الثورة تتوالى يوماً بعد يوم، ليطرح السؤال نفسه: ماذا تبقى من مطالب الثورة لم تتحقق بعد؟
المستشارة تهانى الجبالى عضو المحكمة الدستورية العليا، أكدت أن الثورة بناء مركب متوحد، مشددة على أن الثورة لا تزال فى مرحلتها الأولى، وهى مرحلة إزالة النظام القديم، سواء رجاله أو مؤسساته وهيئاته وبرامجه، وعند ذلك تأتى المرحلة الثانية وهى مرحلة بناء الدساتير والبرامج وإعادة هيكلة المؤسسات، وأخيراً تأتى المرحلة الثالثة وهى الاستقرار، بعودة الحياة كما تتمناها الثورة، عند ذلك نستطيع أن نحكم على الثورة بأنها حققت مطالبها.
وأضافت أن إزاحة رؤوس النظام القديم وهدم أركانه خطوة على طريق تنفيذ مطالب الثورة، وليس خطوة أمان لعبور مرحلة الانقضاض على الثورة من النظام القديم، فكل ثورة لها أعداؤها التى تتعدد مطالبهم ودوافعهم وأغراضهم، سواء سياسية أو اقتصادية، أو خوفاً من العقاب وضياع الأموال.
ويقول عبد الغفار شكرى المحلل السياسى والقيادى بحزب التجمع، أنه على الرغم من أن الثورة حققت كثيراً من مطالبها، مثل حل مجلسى الشعب والشورى، وتنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، وحبس كبار الفاسدين بالدولة وضمنهم مبارك ونجليه، وتعديل بعض مواد الدستور، إلا أن هناك بعض المطالب التى لم تتحقق حتى الآن.
ويضيف شكر: أهمها تلك المطالب إسقاط النظام القديم بكل رجاله المتمثلين، ورؤساء الجامعات الذين كمموا أفواه الطلبة، ورجال الإعلام الذين فى مناصبهم حتى الآن، سواء فى الصحف أو التليفزيون، إضافة إلى حل المجالس المحلية الفاسدة، مؤكداً على أن يتم تعيين رؤساء الجامعات والمحافظين ورؤساء المجالس المحلية بالانتخاب.
وأوضح شكر، على النظام الجديد مهمة وضع دستور يحفظ الحقوق الاجتماعية والعدالة ويقيم الدولة المدنية، مؤكداً أن الثورة الآن فى مفترق الطرق، ومن الممكن أن تنتكس، والسبب أنه حتى الآن لا توجد حركة سياسية تستطيع أن تسيطر على القرارت التى تتخذها الحكومة أو المجلس العسكرى، وأعرب عن خوفه من أن يأتى حزب وطنى آخر متخفٍ فى ثوب جديد ببرامج واهية ودعاية وقحة.
من جانبه، قال هشام البسطويسى، إن ما تم حتى الآن قطع ذيول الوطنى تماماً وفلول الثورة المضادة، موضحاً أن مطالب الثورة ونجاحها متوقف على المرحلة القادمة، من عودة انتعاش الاقتصاد المصرى، ومحاكمة الفاسدين جميعاً بالعدل، وإقامة دولة مدنية قائمة على احترام الحريات.
وأكد البسطويسى، أنه بعد قرار حبس مبارك ونجليه 15 يوماً، زالت عندى جميع الشكوك والخوف من انتكاسة الثورة.
"60% من مطالب المرحلة الأولى من الثورة تحققت"، هذا ما قاله الدكتور وحيد عبدالمجيد المحلل السياسى ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مجيباً عما تحقق من مطالب الثورة، مضيفاً أن الثورة حققت بعض المطالب الهامة، ولكن هناك الكثير لم يتحقق حتى الآن، منها حل المجالس المحلية، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووضع دستور جديد يتناسب مع المرحلة القادمة، وإزالة القوانين التى تعطل الإنتاج والتقدم.
وعن المرحلة الثانية، ومرحلة البناء قال عبد المجيد، إن الثورة لم يتحقق بها شىء يذكر، مضيفاً أن الانتخابات القادمة ليست واضحة الرؤية، وليس هناك ما يخص تنظيمها ويضمن نزاهتها، وأكد على أهمية مرحلة وضع الدستور الجديد فى المرحلة المقبلة، لأنه الضمان الوحيد الذى يضمن وضوح المرحلة المقبلة، وكيف ستتجه مصر سواء فى الداخل أو فى الخارج.
ماذا تبقى من مطالب الثورة..
بعد حبس آل مبارك.. الجبالى: الثورة لا تزال فى مرحلتها الأولى.. والبسطويسى القرار أزال خوفى من الانتكاسة.. وعبد المجيد: الثورة حققت 60% من مطالبها.. وعبد الغفار شكر: لم نقضِ حتى الآن على النظام القديم
الجمعة، 15 أبريل 2011 12:52 ص