رغم أن ثورة شعب مصر أخذت فى النمو، وعما قريب سوف تؤتى ثمارها، وها هم شبابها وجيشها قد قضوا على الثورة المضادة، وما عدنا نحتاج إلى مليونات جديدة، أو جمعات للتطهير، ولكننا فى الوقت نفسه نحتاج إلى 80 مليونية، ليست فى ميدان التحرير، ولكن فى كل شبر من التراب الذكى لوطننا الزاهر، وفى كل مدينة وقرية ونجع نحتاج لتلك المليونيات لنتطهر جميعا من ذنوبنا، كل على قدر آفته، ولنبدأ بتطهير المحليات، تلك الغابة من البشر، التى ما زال يستولى عليها ذئاب وثعالب وأفاعى الحزب الوطنى الذين ينخرون فى جسد الوطن كالسوس فى الفول، والدود فى الذرة، فيغربلوه مما فيه ويتركوه بلا طعم أو لون أو رائحة.
واليوم نحتاج إلى الحفارين المصريين الذين حفروا قناة السويس، وشقوا الترع والقنوات، أن يحملوا فئوسهم ويحفروا حول تلك الأساسات التى تركها لنا النظام البائد، ويقتلعوا قواعده الإسمنتية الرهيبة الصلبة التى بنيت على مر سنوات من دمنا وعرقنا، وبعد جوعنا وقهرنا وذلنا وفقرنا وجهلنا ومرضنا، وأهانتنا وسقوطنا أسرى الخوف والرهبة والترويع، وبما أن الجرح المزمن لا ينفع معه المسكنات ولا المضادات الحيوية، ولكن البتر والخلع هما الحل الناجع والمرطب للآلام فلابد من اقتلاع تلك الجذور العاتية، ثم يأتى دور طبيب الأسنان ليطهر لنا مكان خلع تلك الجذور، حتى نبدأ البناء من جديد، دون تلوث.
ولذا فعلى كل المصريين من الفلاحين والعمال أن ينسوا خوف الماضى، ويخلعوا عن أنفسهم رهبة الظالمين، وقهر أصحاب النفوذ، وليقفوا كما وقف أبناؤهم من الشباب أمام الفراعين والطواغيت فقهروا الظلم بعدما قهرهم، وسجنوا الخوف بعدما روعهم، وليحاربوا جراثيم الحزب الوطنى الذين يسيطرون على كل المجالس المحلية والقروية، والمخابز المدعمة وغير المدعمة، ومستودعات الغاز التى ورثوها من قوت الشعب ودمه، ومنحها لهم وزراء ومحافظين الحزب اللعين.
وبرغم ما حدث إلا أنهم اليوم يمارسون هواياتهم المفضلة، ويطبقون ما تعلموه من أسيادهم بتجويع الشعب برغيف الخبز، فيمنعوه عنهم، ويحرموهم من فتاته الذى ارتضوه، ويحتكرون أنابيب الغاز المدعمة، ويبيعونها بالغالى، وها هم مازالوا يسيطرون على قرارات المجالس الشعبية والمحلية ومراكز الشباب، ويسيرونها حسب أهوائهم وأغراضهم.
وما زال الخوف جاثما فى النفوس، فيا رجال شعب مصر، لا تسكتوا على ظلم أو جور، حاربوا رجال المحليات الذين سلبوكم الحرية والقوت، وسرقوا منكم ما سقط من بين أيدى الظالمين الكبار، ودافعوا عن ثورة أبنائكم وأكملوا ما بدءوه فقد وضعوا القدوة أمام أعينكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة