الإيكونوميست: محاكمة مبارك إذلال غير مسبوق لأى رئيس عربى

علقت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية على قرار النائب العام بحبس مبارك 15 يوماً على ذمة التحقيقات وكذلك الحال بالنسبة لنجليه جمال وعلاء، واعتبرته دلالة على أن الثورة المصرية تسير فى الاتجاه الصحيح.

وقالت إن هناك ثورات أخرى فى الشرق الأوسط قد توقفت أو تراجعت لتتحول إلى حرب أهلية. لأن أكبر هذه الثورات العربية على الإطلاق فى مصر لا تزال قوية وسلمية أيضا. واعتبرت أن صدور قرار بحبس مبارك واحتمال مواجهته لاتهامات بالفساد وإساءة استغلال السلطة، تجعله يواجه نوعاً من الإذلال غير مسبوق ليس فقط بالنسبة لأى رئيس فى مصر، ولكن فى العالم العربى.

وقالت الصحيفة إن حبس مبارك ومحاكمته ستزعج البعض فى مصر الذين يفضلون أن الحفاظ على إرثه ومكانته. لكنه من ناحية أخرى، أراح شباب الثورة الذين كانوا يطالبون بالقصاص من إخفاقات حكمه الذى استمر 30 عاماً، وكذلك هؤلاء الذين يصدقون الحكايات المبالغ فيها عن الثروة الهائلة لمبارك.

وأضافت المجلة البريطانية أن مسار مصر بعد الثورة لم يكن على نحو سلس، ومن المرجح أن يكون وعراً على مدار الأشهر القادمة. فلا تزال السياسة تقسمها المخاوف والشكوك. حيث تكثر الأحاديث عن استيلاء إسلامى أو العودة إلى الحكم الاستبداى. كما أن اقتصاد البلاد يكافح ليتعافى من تراجع الاستثمارات وانخفاض الدخل الناتج من السياحة، وفى ظل مطالب العمال برفع الأجور.. ورغم ذلك فإن المزاج العام فى مصر لا يزال مزدهراً. ففى استطلاع أجراه أحد المواقع الإلكترونية بعد قرار حبس مبارك، شكك 5% فقط من المشاركين فى رغبة أو قدرة الحكومة الحالية على تحقيق أهداف الثورة. فى حين قال ثلاث أرباعهم إنهم يشعرون بتفاؤل حذر. أما العرب فى البلدان الأخرى ليس بإمكانهم إلا أن ينظروا لهذا بنوع من الحدث.