استشعر كل المصريين بالأمس أن الثورة بدأت تأتى ثمارها، فقد سقطت رؤوس أكابر عصابة مبارك، الذين طغوا فى البلاد وأكثروا فيها الفساد، وكان مبارك أول صفحات هذا الحساب، أما نجلاه فقد سقطت عنهما ستائر القدر، وأثبتت التحقيقات تضخم ثروتهما وتربحهما من منصب أبيهما ونفوذه، وذلك بخلاف الفساد السياسى الذى كان بطله شيطان لجنة السياسات، الحالم بخلافة أبيه فى مقعد الرئاسة، والذى ظن أنه نجح فى إخراس صوت المصريين، متناسيا أن هذا الشعب كالجمال يصبر لكنه يرفض الذل والمهانة، وإذا ثار لا يستطيع أحد السيطرة عليه.
كما سقط أمس أيضا الرأس المدبرة لكل القوانين سيئة السمعة، وترزى المادتين 77 و76 السابقتين، وكبير المتلاعبين بالقوانين وتطويعها لصالح كبار المفسدين، حيث تم حبس د . أحمد فتحى سرور صاحب منصة الزور والبهتان، ومهندس عمليات تزوير الانتخابات البرلمانية، ورافع راية سيد قراره متحديا بها كل المؤسسات القضائية، وذلك بعد إثبات التحقيقات تضخم ثرواته بالحصول على أموال وعقارات باستغلال منصبه الوظيفى دون وجه حق وتقديم إقرار الذمة المالية عن نهاية الخدمة والإقرارات السنوية الدورية بالمخالفة للواقع.
وأثبتت التحريات أن حامى حمى القانون، امتلك وأسرته فيلا بجولف القطامية وفيلا بمنطقة القاهرة الجديدة على مساحة ألف متر وفيلا لأسرته بمارينا وفيلا بأبو سلطان ومكتب بجارد سيتى وشقة بالإسكندرية وفيلا بالغردقة وأراضى زراعية باسم زوجته و12 فدانا بطريق الإسكندرية الصحراوى باسم نجله وشاليه بمارينا وسيارتين آخر موديل، وذلك بخلاف امتلاكه حسابات بنكية تجاوزت ملايين الجنيهات، ولا أدرى من أين أتى رجل القانون الأول فى مصر بكل هذه الممتلكات والأموال، ولكن فعلا حاميها حراميها، فكان هؤلاء ليسوا سياسيين، لكنهم عصابة أنصب همها، على مدار 30 عاما فى سلب ونهب ثروات الوطن.
كما انضم أيضا لزمرة رجال طره أمس، مرتضى منصور، وذلك بعد أن وجهت له اتهامات الاعتداءات على المتظاهرين بميدان التحرير فى"موقعة الجمل"، وبذلك لحق مرتضى بالمجرمين المتهمين باغتيال شباب الثورة، وهم صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق والأمين العام للحزب اللا وطنى، وشريف والى أمين الوطنى بالجيزة ووليد ضياء مدير مكتب رجل الأعمال إبراهيم كامل وماجد الشربينى أمين العضوية السابق بالحزب اللاوطنى.
فقد آن لأرواح شهداء الثورة الطاهرة أن تقر عينا، فقد ذل الله العزيز قاتليهم فى الدنيا، وألبسهم لباس الخزى والعار، وأخرجهم من القصور التى نهبوها من قوت الشعب إلى ظلمات سجن طره، واتاهم الله من حيث لا يحتسبوا، وأصبحوا عبرة للطغاة، وعظة فى تاريخ الأمة، فعصابة مبارك لم يرد ببالهم يوما هذا المصير الأسود ولكنها إرادة الله، التى تنتصر للمظلوم وتقهر الطغاة، مهما بلغت سطوتهم أو طال مدة حكمهم، فالله غالب على أمره، وناصر المصلحين، الذين تحملوا ألوان العذاب وضحوا بأرواحهم الذكية، لتخرج مصر من ظلمات الديكتاتورية إلى نور الحرية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة