ثلاث لوحات ظهر فيهم مبارك خلال معرض تشكيلى أثارت خلافاً بين الفنانة ياسمين حسن صاحبة المعرض وإدارة مركز الجزيرة للفنون، حين طلب الفنان محمد زرق، مدير المركز، عدم عرضهم لأنهم غير مناسبين مع طبيعة المعرض حسب رأيه، وهو ما دفع ياسمين لطبع الصور وتوزيعها على الجمهور الحاضر يوم الافتتاح.
وقد فوجئت ياسمين برفع هذه اللوحات أثناء افتتاح معرض لأربعة فنانين، بمركز الجزيرة للفنون، مساء أمس الأربعاء، والذى افتتحه كل من الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة والدكتور أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية، فعرضت مشكلتها على الوزير ورئيس القطاع، وهو ما دفعهم لإعادة اللوحات للعرض، وأبدوا انزعاجهم من إدارة المركز التى اتخذت هذا الإجراء، مؤكدين أن ما حدث يتنافى مع حرية الرأى والإبداع.
ياسمين تركت المساحات الخاصة بها فى المعرض شاغرة، لتحكى قصة اللوحات المستبعدة لمن يسأل عن سر الفراغ على الحائط، وأول من علق على هذا القرار هو أبو غازى قائلا لها "هذه الثقافة تغيرت بعد الثورة، لأن الفنان له الحق فى حرية التعبير عن رأيه مهما كان مخالفاً لما نعتقد"، كما أبدى الدكتور أشرف رضا انزعاجه من تصرف إدارة المركز، وأكد أنه تصرف منافيا لحرية الرأى والتعبير، وأنه ليس من حق أحد أن يرفض عرض لوحات لأى فنان مهما كانت تتضمن هذه اللوحات.
من جانبها قالت ياسمين إن اللوحات لم تخرج كثيراً عن فكرة المعرض، فقد تناولت فيها الحياة بتعقيداتها وما نواجهه ونحن صغار ونعيش الحياة ببراءة، واصفة للوحات الثلاثة بأنها تصف ما حدث فى مصر ورأيناه فى ميدان التحرير، من خلال ظهور الرئيس مبارك بها داخل دوامة، كتبت داخل إطاراتها شعارات الثورة.
وتضيف ياسمين، اللوحة الثانية صورت الزعماء العرب داخل دوامات وتظهر كلمة إنجليزية بمعنى أضغط لتحذف، لأن الشعوب تقوم بالثورات ضد حكامها وتضغط عليهم ليتنحوا وفى الصورة تظهر صورة مبارك وبن على مكررة، لأنهم تنحوا ولكنهم بقى فلول من نظامهم".
وفتحت ياسمين حسن مساحة للتفاعل مع الجمهور فى لوحة كبيرة تحاول فيها أن ترى مستقبل مصر من خلال تعليقات الجمهور فأدرجت صور لمبارك ونجله وجمال وحبيب والعادلى، كمثال للماضى وبرج القاهرة يشير إلى السماء والمستقبل ومساحة بيضاء تركتها للجمهور ليكتب تصوره عن مستقبل مصر.
وقال الدكتور أشرف رضا، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، "إدارة القاعة رأت أن اللوحات خارج سياق باقى لوحات المعرض ووجهة نظر خاصة عما حدث فى الثورة، ولذلك فضلت استبعادهم، وطبع الفنانة للوحات كان خطوة منها، وعندما شاهد وزير الثقافة اللوحات قرر إضافتهم وإعادة عرضهم ضمن المعرض".