مع بدء كل مرشح للانتخابات الرئاسية فى ترتيب أوراقه، من الواجب أن نتحدث فى الوقت الحالى عن منطق العدالة بين كل المرشحين، المنطق الذى يقتضى بأن يتساوى جميع المرشحين فى كل شىء، وهو ما لا أراه متحققاً حتى الآن بين من أعلنوا نيتهم الترشح للانتخابات الرئاسية، وبدأوا بالفعل جوالاتهم وتحركاتهم الانتخابية.
حديثى هنا سيكون منصباً على أمر واحد، وهو استمرار بعض من أعلنوا الترشح فى مناصبهم التى تعطيهم أفضلية لدى الشارع عن غيرهم، بل واستخدام الجهة التى يعملون بها كجزء من حملة الترويج، مثلما يفعل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذى مازال مصراً على استخدام كل إمكانيات الجامعة فى حملته الانتخابية حتى آخر يوم له فى الجامعة، وهو ما كان مثار انتقاد من بعض الكتاب العرب ممن رأوا فى تصريحاته وحواراته عن الشأن المصرى ونيته للترشح ومن خلفه علم الجامعة العربية إدخالاً للجامعة فى أمور لا علاقة للجامعة بها، ورغم ذلك يصر موسى على البقاء فى الجامعة العربية كأمين عام لها إلى حين انتهاء مدته فى مايو المقبل.
البعض قد يقول إن موسى مجبر على البقاء فى الجامعة العربية لاستكمال مدته، لكن الرد على ذلك، وما الفائدة التى ستعود على العرب والدول العربية من استمراره هذه الأيام القليلة فى الجامعة طالما أن وقته بالكامل مخصص لحملته الانتخابية؟ فضلاً عن أن موسى للأسف الشديد يستخدم أدوات الجامعة العربية فى الترويج لحملته الانتخابية، فوفقاً لما علمته وفهمته فإن أعضاء مكتبه بالجامعة هم من يديرون حملته الانتخابية، بل إن جزءاً كبيراً من وقتهم مخصص للتحضير للقاءات موسى الانتخابية، سواء داخل الجامعة أو خارجها، وقد ظهر ذلك بوضوح فى المؤتمر الذى عقده موسى قبل أيام على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، عندما اصطحب معه طاقم مكتبه بالجامعة العربية بقيادة مدير مكتبه السفير هشام يوسف، وباستخدام سيارات الجامعة العربية وأعلام الجامعة أيضاً، وكأنه مشارك فى اجتماع أو مؤتمر ترعاه جامعة الدول العربية.
ما قلته عن موسى واستخدامه للجامعة العربية ضمن حملته الانتخابية لا يعنى بالضرورة أننى أتصيد له الأخطاء، أو أننى أريد أن أفسد عليه حملته للانتخابات الرئاسية التى يرى كثيرون أنه الأقرب للفوز بها من بين المرشحين، لكننى أريد من موسى أن يبدأ طريقه للرئاسة بشكل صحيح يتناسب مع مبادئ ثورة 25 يناير التى تضع الشفافية كعنوان لأى تعامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة