رغم مرور أكثر من شهرين على اندلاع ثورة 25 يناير التى أطاحت بالرئيس مبارك، إلا أن الصحف والمجلات والدوريات الأجنبية لم تتوقف بعد عن تحليل هذا الحدث الجلل فى تاريخ مصر، وما تبعه من تغييرات سياسية جذرية شهدتها البلاد.
دورية "فورين أفيرز" الأمريكية نشرت اليوم الخميس، مقالاً للباحثة دينا شحاتة، من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تتناول فيه "سقوط الفرعون"، وما إذا كان يعنى هذا سقوط النظام بأكمله أم لا.
تقول شحاتة: "على الرغم من الدور الذى قامت به ثورة الياسمين فى تونس فى حث المصريين على القيام بثورتهم، بعد أن أثبتت أن الحشود الشعبية الكبيرة يمكن أن تؤدى إلى التغيير السياسى، حتى ولو كان ذلك فى دولة بوليسية مثل تونس، إلا أن هناك عوامل أخرى فى السياسة والمجتمع المصرى ساهمت فى الثورة، فكان سقوط مبارك راجعاً إلى ثلاث عوامل: زيادة معدلات الفساد والإقصاء الاقتصادى، اغتراب الشباب، والانتخابات البرلمانية عام 2010، والانقسامات بين النخبة المصرية حول مسألة التوريث، وعندما اجتمعت هذه العوامل معا، ألهمت المجتمع المصرى لتحقيق غير المعقول، وهو الإطاحة بمبارك من الحكم".
غير أن الكاتبة ترى أن الثورة لم تؤد إلى تغيير النظام بالكامل، صحيح إنها حققت تغييراً جزئياً، لكن لا يزال الجيش والدولة البيروقراطية، يتوليان زمام الحكم حتى يتم الانتقال الديمقراطى خلال الأشهر القادمة، وما سيحدث ما بعد الانتقال سيعتمد على ما إذا كانت القوى التى قامت بالثورة تستطيع البقاء موحدة ومنظمة أم أن بعض الجماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين سيكون لها شأن آخر.
وتطرقت شحاتة للحديث عن الأيام الأخيرة لمبارك فى الحكم، وقالت إنه خلال الأسابيع الثلاث التى شهدت الاحتجاجات الضخمة، توحدت الجماعات التى كانت تتنافس من قبل، الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين واليساريين، ضد النظام، وكانت هناك مخاوف من أن تكون المعارضة هشة بدرجة تقوم بها بعض الجماعات بعقد صفقة مع النظام، وهو ما لم يحدث أبداً، فكانت وحدة المعارضة هى التى دفعت الجيش إلى الإطاحة بمبارك، وعلى العكس من المعارضة، فإن النظام عانى فى هذه الفترة من انقسامات متعددة.
"فورين أفيرز": مستقبل الديمقراطية فى مصر يتوقف على وحدة قوى الثورة
الخميس، 14 أبريل 2011 03:39 م
الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة