أصدرت دار أطلس للنشر، طبعة جديدة من كتاب الأديب الراحل رجاء النقاش "محمود درويش.. شاعر الأرض المحتلة".
الكتاب الذى يقع فى 318 صفحة، يتناول قيمة وإبداع الشاعر الراحل محمود درويش، ويقول النقاش فى مقدمة كتابه: أنه لم يكن يتوقع أن من بين عرب الأرض المحتلة فى الستينات حركة أدبية وثورية لها قيمتها وخطورتها، ولكنه أدرك ذلك عندما وقعت عيناه بالصدفة على قصيدة لدرويش بإحدى الصحف الجزائرية وعليها توقيعه "شاعر الأرض المحتلة"، وقتها بدأ يتابع ويقرأ لدرويش بل وألف كتابا عن شخصيته.
ويلخص النقاش خلال كتابه أهم العوامل المؤثرة فى تكوين درويش الفنى والفكرى، قائلا: هناك عدة عوامل أثرت فى شخصية شاعر الأرض المحتلة ،فنيا، أولها العقيدة الإشتراكية التى خلقت فيه نزعة إنسانية عميقة وفتحت أمامه آفاقا واسعة يطل منها على ثورة الإنسان المعاصر ضد الظلم والاستغلال لقد ساعدته هذه العقيدة الإشتراكية على النضج المبكر والتفتح والفهم الصحيح لمشاكل الإنسان والمجتمع، وثانى تلك العوامل هى عقيدته القومية ، فهو عربى مؤمن بعروبته بعيدا عن التعصب أو الاستعلاء أو اى محاولة للرد على المأساة التى يعيشها العرب فى فلسطين بأفكار عنصرية مليئة بالحقد والكراهية للشعوب الأخرى، إنه عربى إنسانى يطلب العدل والخلاص من الظلم والقضاء على الاستغلال، وثالث تلك العوامل هى أن شعر محمود درويش ليس وليد التأمل الشخصى والحجرات المغلقة فهو شاعر مرتبط بالناس ، بمشاكلهم وقضاياهم وكثيرا ما القى قصائده على الجماهير وأحس دائما أن الكلمة لا معنى لها "إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت"، فشعره كله يحمل نبضا صادقا هو ثمرة الإتصال بالناس والمحبة الغامرة لهم والمشاركة الصادقة غير المفتعلة لآلامهم وظروفهم المختلفة التى هى الآم محمود درويش وظروفه فى نفس الوقت، أما رابعا فقد استطاع محمود درويش من ناحية الثقافة الفنية أن يكون نفسه تكوينا ثقافيا ممتازا ومتكاملا فمحمود درويش وثيق الصلة بالثقافة العربية القديمة ووثيق الصلة بالثقافة العربية المعاصرة فهو يتابعها بأمانة ودأب ويتأثر بتياراتها المختلفة ولذلك لايبدو محمود درويش ظاهرة منفصلة عن التطورات الأدبية العربية بل نجد أنه قد تأثر بحركة الشعر الجديد واستفاد منها استفادة واسعة وأضاف اليها فى نفس الوقت إضافات حقيقية ،أما ثقافته العامة فقد أمتدت إلى الأدب العالمى عن طريق اللغة الانجليزية والعبرية التى يجيدها درويش ويقرأ بها ما يترجمه الإسرائيليون من الأدب العالمى.
والكتاب يحوى 18 فصلا وهم العرب فى إسرائيل، كفر قاسم، شعراء وشهداء، المهزومون، الشاعر الجديد ، ملامح شخصية، ملامح فنية ، الغموض والتصوف، مع الطبيعة، الحب والمرأة ، المسيح يصلب فى القرن العشرين ، الدين والثورة، إنسانيون لا متعصبون، بدلا من الحب القاسى، اتهامات ظالمة، لماذا خرج من إسرائيل ، شيوعيون وقوميون، وماذا نتعلم منه ومن رفاقه.
يذكر أن هذه هى الطبعة الجديدة من الطبعة الثانية التى صدرت للكتاب عام 1971 .