طالب الكاتب والروائى الأسبانى خوان جويتيسولو بتحقيق انتقال ديمقراطى للسلطة فى مصر من العسكريين إلى المدنيين، مضيفاً أن طريق الديمقراطية صعب وملىء بالأشواك ولن يتحقق إلا بوجود ضغط دائم من الشعب على الحاكم.
وأكد، خلال لقائه بعدد من الصحفيين مساء أمس، أنه كان يتوقع سقوط نظام مبارك فى أعقاب سقوط النظام التونسى، حيث كانت توجد العديد من المؤشرات التى تنذر بقرب سقوطه، وهذه المؤشرات هى: الوضع الاقتصادى غير المحتمل، والديكتاتورية غير المحتملة، والفقر الشديد الذى وصل له الشعب، مشيراً إلى دور وثائق ويكيليكس فى الكشف عن فضائح الأنظمة الديكتاتورية فى العالم العربى.
وأوضح أنه سافر لمصر 4 مرات خلال حياته، وكانت آخر زيارة له فى عام 2008، إلا أنه وجد أن الوضع الاقتصادى والسياسى للمصريين يسوء عاماً بعد عام بعد غيابه عن مصر لمدة 11 عاماً.
وأشار إلى أنه كان يعيش بالمغرب خلال الثورة المصرية إلا أنه كان متابعاً لأحداث الثورة من خلال التليفزيون، وبشكل خاص قناة الجزيرة، مضيفاً أن المغربيين هنأوه بعلامة النصر يوم تنحى مبارك.
وأكد أنه لابد أن تحدث عملية إحلال وتجديد لكل أتباع النظام القديم فى الإعلام المصرى، معتبرًا أن " قناة الجزيرة هى المثل الذى يجب أن يحتذى به الإعلام المصرى".
وحول العلاقة بين مصر وإسرائيل خلال الفترة القادمة، قال جويتيسولو، إن "مصر لابد وأن يكون لها دور فى إدانة احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية والقمع الذى تقوم به تجاه الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه لا بد من فتح الحدود مع غزة خلال الفترة القادمة، بعد أن كان نظام مبارك مشتركاً مع إسرائيل فى الحصار على غزة.
وعن موقفه من القضية الفلسطينية قال، لا بد أن نقبل إسرائيل قبل عام 1967، وذلك لأن المجتمع الدولى كله اعترف بها وفقاً لقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، إلا أننا ينبغى ألا نعترف بالأراضى التى احتلتها إسرائيل عام 1967.
وأوضح أن تأييده للقضية الفلسطينية يسبب له بعض المشكلات فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه يحترم القانون الدولى الذى يعترف بإسرائيل قبل عام 1967.
وحول رفضه لجائزة القذافى للرواية، أعرب عن استيائه من موقف لجنة التحكيم فى الجائزة، والذى اتخذوه ضده بعد أن رفض الجائزة، معبراً عن أسفه لما فعله معه الكاتب صلاح فضل، عضو لجنة التحكيم.
وأوضح أنه يمتلك مستندات تدين لجنة التحكيم للجائزة، مشيراً إلى أن سبب رفضه للجائزة هو أنه لا يقبل الحصول على جائزة من نظام ديكتاتورى مثل نظام القذافى.
وأشار إلى أن "جائزة محمود درويش التى حصل عليها الشهر الماضى، هى الجائزة الوحيدة التى كنت من الممكن أن أقبلها".
واستبعد جويتيسولو وجود رغبة لدى الإخوان المسلمين فى تولى السلطة فى مصر، حيث إن لديهم علماً بتنوع الشعب المصرى الدينى، وقال "أعتقد أنهم لايريدون فرض حكمهم فى الوقت الحالى".
وأعرب عن أمله فى أن يمنح خبرته للشعب المصرى، وأضاف أن وظيفته كأديب هى أن يجعل الناس تفكر وتتخيل بدلاً من إعطائهم إجابات وحلول لما يحدث.
وحول كتاب ألف ليلة وليلة قال إن هذا الكتاب هو الأساس لأى عمل قصصى فى تاريخ الإنسانية، حيث إنه يدخل من يقرأه فى متاهات.