أحداث متلاحقة تمر بمصر خلال تلك الحقبة الخطيرة من عمر هذا البلد، نقف فيها على حافة الهاوية، وعلى شفا حفرة من النار.
هل من الممكن أن نترك مقدرات بلد فى أيدى حفنة تعبث بها، وتلهو بالبلد كأنها كرة تتقاذفها الأقدام حفنة من الصبية أو من المرتزقة، أو من البلطجية أو من بعض الشباب صور لهم خيالهم المريض أنهم يستطيعون أن يملوا إرادتهم على جموع الشعب والجيش والشرطة.
إلا أنهم فقط يحاولون إثبات ذات وفرض إتاوة على كل صوت عاقل، يرفعون شعارات الديمقراطية والحرية وهم أول من يقف بالمرصاد لكل من يخالفهم فتية دأبوا على إشعال فتيل الفتنة، فتية كل هدفهم الرقص على النيران فرحتهم طاغية للدمار، عشقهم الأول رؤية الدماء تسيل من فتية آمنوا بربهم مذهبهم مذهب نيرون حارق روما مبدأهم الفوضى.
ثورة الخامس والعشرين نجحت لأن الشعب والجيش كانا يريدان لها النجاح، الخامس والعشرون ملك للجميع ليس ملك فئة تريد أن تفرض سطوتها على البلد، إذا كانت هناك قلة تريد أن تدمر هذا البلد، قلة تريد أن تدفع بالجيش إلى حافة الهاوية، قلة تبذل كل ما فى وسعها إلى إرهاب الشرطة ليخلو لها الطريق إلى إشاعة الفوضى، قلة لا يعجبها رئيس وزراء ولا حكومة ولاجيش ولاشرطة.
قلة معترضة على كل شىء قلة تريد أن توجه الجيش إلى ما تريد والله إننى أرى بوادر فتنة قادمة، فتنة ستأكل الأخضر واليابس، إلى هؤلاء القوات المسلحة قادرة على حماية البلاد داخليا وخارجياً، الشرطة قادرة على القيام بمهامها، الشعب بكل طوائفه قادر على حماية ممتلكاته من أيدى العابثين والبلطجية والخارجين على القانون.
أننى أريد أن أدعوا إلى حوار عقلانى تناقش فيه قضايا البلد وفرض سطوة الدولة على المجتمع بأسره، بمساندة القوات المسلحة والشرطة وإتاحة الفرصة للقضاء ليقول كلمته فيما هو مسند إليه.
وثانى هذه القضايا الأمن سواء الداخلى أو الخارجى سواء من الناس فى الشارع أو من رجال الشرطة وكما يقال "أهل مكة أدرى بشعابها".
القضية الثالثة: اقتصاد مصر وهناك خبراء اقتصاد فى مصر ليدلوا بدلوهم فى كيفية الخروج من هذا المأزق الأقتصادى على غرار النبى الصديق يوسف وأخص بالذكر الزراعة ولماذا لا تعقد مؤتمرات ذات نتائج سريعة فى الاستفادة من الكمية الهائلة من تلك الصحراء الجرداء بدلا من بيعها لحفنة قليلة أقل ما يجب أن نفعله معهم أن نقيم عليهم حد الحرابة.
- نقطة أخرى فى غاية الخطورة نهر النيل شريان مصر مهدد من الدول المجاورة بإقامة سدود عليها وأعتقد أن هذه النقطة بالذات تخص أمن مصر مباشرة.
والقضية الرابعة: البطالة أعتقد أن العاطلين قنبلة موقوتة فى هذا المجتمع أشد فتكا بأمن البلد وأن الشرر الذى يتطاير منها سيطول البلاد بأكملها.
القضية الخامسة: المرحلة السياسية التى نمر بها الآن توسع دائرة الحوارات والمناقشات للوصول إلى الحل الأمثل بدلاً من إلقاء التهم كل فريق ضد الآخر.
القضية السادسة: العنف والسلوك العدائى السائد فى المجتمع الآن، هل هؤلاء هم من قاموا بالثورة وإذا كانت الإجابة بالنفى فأين هم هل اقتصر دورهم على الدعوة إلى المليونية كل جمعة.
القضية السابعة: الشباب لا تخشوا من إقامة حزب ائتلافى قد يولد ضعيفا، لكنه بسواعدكم سيشتد عوده لنفتح باب المناقشة فى كيفية القضاء على السلبية ومحاربتها، أعرف شبابا لا علاقة لهم بأى شىء سوى أنهم يسمعون عن دعوة المظاهرة فيذهبون غالى هناك للفرجة والتبرك بميدان التحرير، شاهدت فى الأسبوع الماضى نسوة تجاوزن سن الأربعين ذهبنا لميدان التحرير ومعهم أطفال صغر ومعهم الساندوتشات والشاى (مزار سياحى).
هل هذا هو نهاية المطاف لثورة اقتلعت رئيس دولة وتغير نظام بأكمله، قد تبدوا الإجراءات بطيئة، ولكن هذه الإجراءات تخضع لنظام دولة تريد أن تسير أمورها بدون وصاية من أحد حتى ولو من أبنائها.
احذروا من المندسين داخل الثورة، احذروا من يريد بهذا البلد سوءاً، احذروا من يريد تدمير الثورة احذروا من الأيدى الخفية، احذروا من فلول تتحين الفرصة لتنقض على الثورة والبلد وإذا لم تستطع فلتشعلها ناراً، احذروا من خفافيش الظلام.
دعوا القافلة تسير، القضاء تركة ثقيلة ندعو الله أن يستطيع القيام بها.
المظاهرات عنف سيولد عنفا، ليختار الشباب من بينهم من يرتضوا لتمثيلهم لمتابعة كل ما يخصهم ويخص البلد وليثبتوا للعالم بأجمعه أنهم مصريون يخافون على أمن مصر.
نصيحة إلى شباب الثورة لاتخلقوا عداء بينكم وبين جموع الشعب، تحدثوا بنبرة يعلوها التواضع لا الكبر، لادعى لنظرة التحدى وأنتم تتحدثون فى الفضائيات.
اندمجوا مع الشعب لاتعلوا عليه، اصعدوا درجات السلم من بدايتها لا من نهايتها.
بلاشك هناك الكثير والكثير يحتاج إلى طرح القضايا ومناقشتها بأسلوب يتسم بالعقلانية.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة