أكد الكاتب والمستشرق الفرنسى جى سورمان، أن الخوف الذى يبديه بعض المصريين من تولى الإخوان المسلمين لحكم مصر، هو خوف وهمى وليس له أى أساس من الصحة، مضيفاً أن هذا الخوف ينبع من عدم فهم لمصطلح الديمقراطية.
وأوضح، فى الندوة التى عقدها مساء أمس المركز الثقافى الفرنسى بعنوان "المغامرة الواقعية للديمقراطية والليبرالية الاقتصادية: من رفاعة الطهطاوى إلى 25 يناير"، أن الديمقراطية تعنى وجود سلطة للأقليات الموجودة فى المجتمع، مشيراً إلى أنه إذا أصبح الإخوان هم الأغلبية واستطاعوا الوصول للحكم، فهذا لايعنى أن كل ما يخص المسيحيين والأقليات الموجودة سوف ينتهى.
ونصح الإخوان المسلمين بالتوقف عن النظرة القبائلية القديمة التى ينظرون بها للمجتمع المصرى، وقال " يجب ألا تنظروا للمواطن المصرى نظرة قديمة مثل نظام مبارك، بل على العكس يجب أن تعلموا أن المصرى من الممكن أن يكون أفضل مواطن فى العالم".
وشدد سورمان على أن "فرنسا وأوروبا من مصلحتها أن تطمئنا على نجاح ثورة 25 يناير على المستوى السياسى والاقتصادى ، وذلك لكى نضع العالم العربى خارج التاريخ، بدلاً من أن ننظر له على أنه عالم تاريخى نزور فيه الآثار والمتاحف فقط".
وأشار إلى أن نظرة الغرب لمصر والعالم العربى قد تغيرت تماماً فى أعقاب ثورة 25 يناير، حيث كان معظم الأوروبيين ينظرون للعالم العربى على أنه مكان للاستبداد السياسى، ولكن هذه النظرة قد اختلفت تماما بعد ثورتى مصر وتونس.
وشدد على أن ثورة 25 يناير حققت العديد من المكتسبات للمصريين منها : حرية التعبير وحرية حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، مضيفاً " لا أتخيل أن أى سلطة أو رئيس قادم لمصر سوف يعود بنا للوراء".
وأوضح أن معظم العالم العربى قد تعرف على نفسه من الشاب التونسى محمد بو عزيزى، الذى انتحر حرقاً، مشيراً إلى أن المثقفين والمفكرين لم يشعلوا الثورة التونسية أو المصرية ولكن الذى أشعلها هى الطبقات البسيطة التى عانت طويلاً.
وأشار إلى أنه من الضرورى أن تخرج مصر من نظام الاقتصاد الرسمى وأن تتجه نحو الخصخصة ، مؤكدا أن هذا الأمر صعب فى الوقت الحالى بسبب أن السلطة فى يد العسكريين.
وأضاف أن ثلث الاقتصاد المصرى يقع فى يد القطاع الرسمى بينما يعيش ثلثا المصريين فى ظروف اقتصادية صعبة.
واعتبر جى سورمان أن الاتجاه نحو الاشتراكية والخصخصة هو أمر خاطئ، حيث إن "الشيوعية هى إعادة لتوزيع الفقر، بحيث يصبح الجميع فقراء "، مشيراً إلى أنه مع الليبرالية ولكن ليس ضد السياسات الاجتماعية والعدالة بين البشر".
وأضاف أن الخصخصة كلمة سيئة السمعة فى مصر، حيث ينظرون لها على أنها "سرقة ونقل ثروات"، مما جعلها أمراً غير مرغوب فيه، لكن الخصخصة إذا نشأت فى ظل نظام سياسى عادل وفى جو لايتسم بالفساد ستحقق تنمية للاقتصاد المصرى".
وأوضح أن نسبة النمو الإقتصادى فى مصر خلال النظام السابق كانت 4.5 % وهو ما يحقق زيادة سنوية فى دخل الفرد بنسبة 1 – 2% ، معبراً عن أمله فى أن تصل نسبة النمو الإقتصادى بعد الثورة من 8 – 10 % .
وأشار إلى أن مصر فى الحقبة الناصرية كانت تلقى إعجاباً من قبل العالم الغربى ، حيث كان الغرب ينظر لهاعلى أنها نموذجاً ناجح يحتذى به .
وأكد جى أن رفاعة الطهطاوى كان نموذجا يحتذى به، حيث كان يرى أن الإسلام يتماشى مع الحداثة والديمقراطية ويحترم كرامة المرأة ، مشيراً إلى أنه "من الجميل أن حفيد رفاعة الطهطاوى يستقيل من منصبه فى الأزهر الشريف وينضم للثوار فى ميدان التحرير ليسير على نهج جده".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة