عقد الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين أمس الثلاثاء، لقاء جماهيريا كبيرا بأسيوط، أمام مسجد عمر مكرم، افتتح قبله مقر الإخوان المسلمين بأسيوط بحضور الآلاف من شباب الجماعة، وبعض رموز قوى المعارضة والأقباط فى أسيوط.
وقال بديع أن لأسيوط مكانة خاصة فى قلبى، فقد جئتها معيدا فى كلية الطب البيطرى سنة 1956 وغبت عنها 9 سنوات فى السجون، وعدت إليها عام 1974، وجئتها الآن بعد أن كشف الله الغمة على الأمة، وبعد أول زيارة لى فى أسيوط التقيت بسيد قطب بعد عودتى فسألنى كيف وجدت الحال فى أسيوط؟ قلت له: شيئا أحزننى فهناك توتر فى العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، فقال لى: إذا عدت إليهم قل للمسلمين إن رسولكم (ص) كان له جار يؤذيه كل يوم، فلما تخلف عن إيذائه ذهب ليزوره ويطمئن عليه، فما بالكم بمن لم يؤذيكم.
وأكد بديع أن النظام السابق كان يلعب على وتر الطائفية والوقيعة بين الناس، وافتعال المشاكل بين المسلمين والمسيحيين، لينشغل الشعب عنهم، كما دمر النظام السابق الواقع الاقتصادى، والاجتماعى، والأخلاقى، وتراجعت مصر أفريقيا، وعالميا، وإسلاميا.
وأشار إلى أن هذا النظام قام بحرق قرابة الـ10 آلاف فدان من القصب، بحجة أن الإرهابيين يختفون فيها، حتى قال وزير الزراعة وقتها متهكما (طيب لو استخبوا فى الذرة؟!)، أرأيتم كيف كان اقتصاد البلاد مجال للسخرية؟
وقال، جاءت الثورة المصرية لتقضى على هذا النظام الذى دمر البلاد، وصهرت مصر كلها فى سبيكة واحدة، فتحركت كل أطياف الشعب المصرى مسلميه وأقباطه أطفاله وشبابه ورجاله ونسائه، فى ميدان واحد للوقوف ضد الطغاة، لافتا إلى أن الأقباط كانوا يقفون فى صلاة الجمعة، ويرددون التكبير (الله أكبر) ليبلغون الناس.
موضحا أن الوحدة الوطنية تتجلى فى كل شىء، حتى وأنت فى المترو تجد السيدة زينب، ومارى جرجس، وتهكم قائلا: انظروا إلى العنبر الذى كان يسمى على مدار السنوات الماضية عنبر الإخوان المسلمون، أصبح الآن العنبر الرئيسى للوزراء، وللحكومة المصرية السابقة.
وأوضح بديع أن الإخوان المسلمون لا يحملون إلا الخير للبلاد، دون مقابل منتظر، مؤكدا أن الإخوان المسلمون تربوا على أخلاقيات القرآن والسنة، التى جاءت بها كل الشرائع السماوية وكل الأنبياء.
وقال بديع، إن أسيوط تحديدا لها طابع خاص، بسبب تنامى وكثرة التيارات الدينية فيها، ووجود عدد كبير من الأقباط، وهناك بعض المشاكل بين المسلمين والمسيحيين، فعليكم بوحدة الصف بين التيارات الدينية.
وطالب بديع أن تبدأ أسيوط بتكوين لجان حكماء، تجمع كل أطياف الشعب الأسيوطى، وكل العقلاء من كل التيارات، لتستعيد هذه الأمة مكانتها وكبريائها، ولابد أن نتعاون فى تشكيل لجان متنوعة من كل الشعب الأسيوطى، لتقديم الخدمات لكل أسيوطى، حتى تقدم أسيوط نموذجا لكل محافظات مصر.
وعن أنشطة الإخوان ودورهم فى المرحل القادمة، قال بديع، إن النظام السابق حرمنا من كل شىء، وسرق مشاريعنا ومؤسساتنا التعليمية فكنا نقدم الخدمات فى كل مكان وفى النقابات وعبر المؤسسات التعليمية ومدارسنا، ولكن والحمد لله نحن نستعيد هذه الأنشطة، بعد كشف الغمة، فسوف نكثف من نشاطنا خلال الأيام القادمة، من خلال مؤسسات تعليمية وعلاجية ونواد رياضية وفرق فنية ومسارح تقدم الفن الراقى، وسوف نقدم من مالنا ما يدعم الاقتصاد المصرى، ومن خلال حزب سياسى لكل المصريين حتى أن خيرت الشاطر سيبدأ فى عمل صندوق تنمية مصر، وسنطلب من كل إخواننا بالداخل والخارج المساهمة فى تنمية الاقتصاد المصرى.
وقال، إن الإخوان من أكثر المتضررين من النظام، فقد سجن قرابة الـ40 ألف سجين الحد الأدنى 6 شهور من السجن، أى قضينا 20 ألف سنة فى السجون، فالرئيس المخلوع حرم أبناء دينه من أقل حقوقهم وهى الحياة والحرية.
وطالب بديع من كل الناس أن يضعوا أيديهم فى يد الجيش، ولا يشغلوه بالهموم الداخلية، بل اتركوه ليحمى مصر على حدودها حتى لا ينقض علينا الأعداء.
الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة