عندما استمعت إلى خطاب الرئيس السابق حسنى مبارك، شعرت بحالة من الدهشة بسبب تصريحاته وكأنه هو المجنى عليه وأصبحنا نحن الجناة وإذا لن أتحدث مثل الكثيرين، وأقول إنه خطاب استفزازى، ولكن أقول إنه خطاب بعيد عن أرض الواقع فهو يتكلم عن نفسه وأسرته وإنهم لم يمتلكوا شيئاً، ولكن هل من المعقول أن تكون كل حاشيته فى سجن طرة بسبب الكسب غير المشروع وامتلاكهم الكثير من العقارات ورئيسهم لايملك شيئا؟!
وإذا حاولنا أن نتخيل أنه لايعلم فكيف لايعلم؟وهو رئيس الجمهورية فهذا أيضاً شىء يتحاكم عليه لأنه هو من يقوم بتعيين حاشيته وعليه أيضاً متابعة ومراقبة ما يدور فى هذا البلد وجاء ذلك فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِى مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف وأنت راع على 85 مليون رعية ويمتلك رجل الأعمال أحمد عز هذه الأموال والآن فى سجن طرة كان صديقاً لجمال مبارك فكم يملك جمال مبارك.
يا من كنت رئيساً أتظن أنك لم تحاسب على ماحدث فى هذا البلد سواء قبل الثورة أو بعد الثورة، وسقوط الشهداء يا من تقول إنك خدمت هذا البلد، نعم خدمتها، ولكن أخذت منها أكثر مما أعطيت فى عهدك الصحة راحت بالكيماويات المسرطنة، وسلبت أراضى لم تكن من حقك سلبها وأصبح المرتشى رجلا له هيبة والرجل الفقير ليس له كرامة والأب يترك أسرته ويغترب من أجل لقمة العيش وتأخر التعليم وازدادت الأمية وغيرهم يتعلمون فى أحسن الجامعات، وأيضًا فى عهدك أصبح هناك ظاهرة أطفال الشوارع بشكل متفش وأنت الذى جعلتنا نشعر بالإهانة ونحن واقفون أمام أى مسئول ونحن نطالبه بحقوقنا وهو يعطينا ظهره والمريض فى عهدك ازداد مرضاً، لأنه احتاج العلاج فوجده غالياً فاحتاج أن يعالج على نفقة الدولة، فلا يجد من يسانده وتتعالج أنت وبطانتك على نفقة الدولة وليس فى مصر، ولكن خارجهاً ومن يستحق هذا العلاج لايجده وكنت أنت وحكومتك تقولون الحكومة مش هتعمل كل حاجة نعم لأنها لم تعمل الحكومة من أجلنا بل عملت من أجل نفسها وإذا كنت فى النهاية تقول إنك تشعر بالأسى فماذا نحن نشعر وقد هانت كرامتنا عندك واغتصبت حقوقنا فى عهدك ألم يكن هذا كله فى عهدك فأنت فعلا لم تكن وحدك مسئولاً ولكن شاركك الكثير ممن متواجدين الآن فى سجن طرة أو هاربين خارج هذه البلد.. فإذا كنت فى النهاية تحولنا إلى جناة وأنت مجنى عليك فهذا أيضاً ظلم يضاف إلى ظلمك لنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة