طرح الأديب الإسبانى خوان جوتيسولو، رؤية مختلفة للثورات العربية وتمنى أن يكون أكثر شبابا ويتمتع بخيال أكثر خصوبة ليكتب فكرة أفضل لهذا التخيل.
وقال جويتيسولو "عندما كنت أتابع قناة الجزيرة أثناء ثورتى مصر وتونس، كنت أريد أن أتحدث عن بن على وما الذى يدور فى عقلية خلال الأيام الأخيرة التى يعانيها نظامه قبل أن يسقط فى مزبلة التاريخ وكيف له أن يتصور هذا المشهد لشعبه المحبوب وهو يتظاهر ويصيح ضده، الموضوع به طرافة ومثير ولو كنت كاتباً شاباً كنت سأحاول أن أعبرعن ذلك من خلال حوار داخلى مليء بالخيال يجمع بين أحداث السقوط والاحتفال والاستقبالات والقبلات التى كان يقذفها إلى شعب سعيد بأنه يرى رئيسه".
وأضاف جويتيسولو خلال لقاء مع الأديب الدكتور علاء الأسوانى بمعهد ثربانتس الإسبانى حول "رياح الحرية فى البلدان العربية" إذا إنتقلنا للقاهرة وتخيلنا مسلسل رمضان القادم حول إمراة تتهم زوجها بعدم الكفاءة ويجلس إبنها اللص الطيب بعد أن حاول أن يقوم بما طلبته منه أمه وبجواره يجلس الأخ الآخر يريد أن يبدل الجاكت الخاص به، وهناك وجه كالح لشخص أحس أنه ملك عمره وجمع الأموال و ولكنه يجلس هناك فى جنوب سيناء ولا يعلم ماذا ينتظره".
ورحب علاء الأسوانى بقدوم جويتيسولو للقاهرة فى هذه الظروف بعد أن حصلت على حريتها واصفاً التوقيت بأنه المناسب لأديب أمن بموقف الثورة ودعمها بمقالاته وقال "أعتقد انه توقيت جيد لنستقبل جويتيسولو فى القاهرة الآن بعد موقفه العظيم من ثورتى مصر وتونس وكتب مقالات تعكس شيئاً كثيرا من نظرته للحياة فهو متعاطف تمام مع هذه الثورات منذ اللحظة الأولي، كان يصف أحزان المصريين فى مقالاته ،وبسالة الثوار وإستعدادهم للموت ويصف وكأنه كان فى ميدان التحرير وسارع لتأييد هذه الثورة قبل أن يعلم أحد إنها ستنجح أم لا.
وفى هذه المقالات قدم فهماً عميقاً لأزمة المجتمع المصرى وجاء تحليله متخلصاً من نظرات الاستعلاء التى نراها عند عدد غير قليل من المستشرقين، وأضاف "هو يرى العالم من منظور إنسانى وينحاز لمبادئ الإنسان وليس أصله العرقى أو ديانته وكل من يقرأ رواياته يفهم أى نوع من الكتاب هو.
كتبت عنه فى واقعة شهيرة منذ عامين عندما حاول القذافى تجميل نظامه القبيح بإنشاء جائزة للرواية ورفضها جويتيسولو رغم أن بها أموال طائلة ورفض برقة ولم يرد أن يحرج لجنة التحكيم وقال "مع تقديرى لجنة التحكيم وشكرى لها لأنها اختارتنى إلا أنى لا أستطيع أن أقبل هذه الجائزة لأنها ضد ما أمنت به من مبادئ فى حياتى ولا أستطيع أن أحصل على جائزة من حاكم مثل القذافى يتولى السلطة فى بلاده منذ40 عاماً بالقوة المسلحة ويرتكب كل الجرائم ضد شعبه.
وربط جويتيسولو فى مداخلة بين مستوى التعليم فى المنطقة العربية و قيام الثورات الأخيرة " وقال هناك مشكلة فى نظم التعليم فى المنطقة العربية وأعتقد أن ما يلخصه هو قول أدرجته فى مقالة لى قبل عشر أيام من الثورة المصرية عن قيصرو روسيا كتاليا العظيمة " العامة لا يجب أن يتلقوا أى تربية فإذا كانوا يعروفن كثيراً مثلى فسوف يعصونى بالدرجة التى يطيعونى بها الآن"، وأضاف هذا يوضع أن التخلف فى العملية التعليمية مقصود مشيراً إلى حبه للعالم العربى يجعله ينقده لأنه عادة ما يوجه نقده للأصدقاء لأنه شىء مهم لدى، صحيح أنى أحب العرب، ولكنى ناقد ولا أنتقد أعدائى ولأنهم يتعلمون منه.
ووافقه الأسوانى فى فهم سياسة التعليم فى النظم العربية وقال "هناك علاقة عكسية بين مستوى التعليم وأنظمة الاستبداد، فعادة مع الاستبداد يكون التعليم متدهوراً،لأن هناك توجس من الديكتاتور من اللذين يعرفون أكثر مما يحب، وفى هذه الحالة يكون له شخصية اللص الذى يفضل أن يبقى فى الظلام، لأنه يسرق ما ليس له حق فيه ويخشى النور لأنه يكشف سرقاته، ويستريح مع تدهور مستورى الوعى لإنه إذا انتبه الناس واستردوا وعيهم سيكتشفون جرائمه.
وأشار جويتيسولو إلى أنه توقع أن تكون مصر أول مكان لإنتشارالثورة بعد تونس وقال"يوم سقوط بن على كنت أقدم طبعة جديدة لأحد كتبى وسؤلت عن توقعى لإنتشار الثورات وأجبت بأن مصر ستكون الدولة القادمة، وعندما قامت الثورة فى مصر رأيت فى مصر أن تلك الديكتاتورية لم يعد يطيقها أحد،لأن هناك سببان للحياة يمكن تحمل الفقر إذا كان هناك حرية، أو تحمل الديكتاتورية إذا توافرت الحياة وإذااختفى الاثنبن أصبحت الثورة ضرورية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة