حمدى خليفه

وداعاً للخوف

الثلاثاء، 12 أبريل 2011 07:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن سبب تقدم الغرب عنا بهذا الفارق الذى يصعب تضييقه فى يوم وليلة، يدعونا إلى لحظة تأمل فى جو الحرية، وإن كانت حريتهم قد تصل إلى درجة الإباحة فى الغالب، ولكن نحن كشرقيين تحكمنا العادات والتقاليد قبل العقائد، ولكن الحرية التى يتجرعونها مع الرضاعة وصلت بهم إلى ما هم فيه والحرية التى نعيش عليها نحن وصلت بنا إلى ما نحن فيه.

ثورة 25 يناير كسرت حاجز الخوف والرهبة التى تملكت المصريين طويلا وخلعت رداء الكبت إلى عالم بلا أسوار، ولكن فى الرؤى السليمة والنقد البناء والثورة الهادفة.

لقد ظن العالم كله أن مصر تم استعبادها تحت حكم سيظل جاثماً على الصدور وسيورث أمداً طويلاً إلى عصر ملكى يخلو من إنسانية الملك.

لم يكن أحداً يصدق كل ما حدث بعد أن واجه بعض شبابنا رصاصات سدنة الحكم بصدورهم ولاقوا ربهم راضيين مرضيين، مئات الشباب تكللهم كل فئات المجتمع وأعماره فى قلب القاهرة (ميدان التحرير) الذى عكر صفوه النظام عن قصد، فتعمدوا وجود إصلاحات فى جهة منه بناء على وشاية أمنية، وكل حاكم سيتولى أمور مصر لابد له أن يعلم أن عصر الخوف قد حل وولى والحساب أقرب من العتاب ولا مناص من العمل والإخلاص فيه وإتقانه، ومن يرى الدنيا سوداء فى عينيه فعليه أن يرحل ويترك الحكم لغيره، فمصر ولادة لرجالها لم ينضب معينها عند ناصر أو السادات أو حتى حسنى مبارك، فالشعب هو الباقى وهو القادر على تسيير أموره.

لقد أكل المصريون القديد وعيش الذرة سنوات حكم عبد الناصر، ولكن بكل عزة وكرامة وكبرياء بعد إجلاء الملكية التى أفسدها من افتروا عليها، ولأول مرة كان الشعب يحكم نفسه بنفسه ويقاوم ويتصدى للعدوان الثلاثى حتى إن نكسة 67 لم تفت فى عضد حب هذا الشعب لرئيسه، ولم يزد حب السادات عند شعبة لدرجة ناصر حتى بعد انتصار 73 لأن هذا الشعب قدر الدور الناصرى آناء حكمه حتى اليوم، وإن دخلت عليه مجموعة من الدخلاء ارتدوا قميص عبد الناصر من أجل الشهرة فأثروا على تاريخه واعتبروا أنهم امتداد طبيعى له ولكن – هيهات.

وداعاً للخوف الذى كان يعترينا حقبة من الزمن وأهلا بالقلوب العامرة بالإيمان وبحب مصر حفاظاً على أنبل ثورة بعد ثورة 19 وربما هى أكبر.

* نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة