اعتقلت قوات رئيس ساحل العاج المعترف به دولياً الحسن وتارة قرابة ظهر أمس الاثنين، الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو فى العاصمة أبيدجان، وذلك بعد ساعات على قصف قوات كل من الأمم المتحدة وفرنسا مقر إقامته، ما أدى إلى تدميره جزئياً، ونقلته مع زوجته سيمون وابنه ميشال الى معقل وتارة فى فندق "جولف".
أكد سفير ساحل العاج لدى الأمم المتحدة يوسف بامبا أن عملية اعتقال جباجبو نفذت بسرعة وباحتراف على أيدى القوات العاجية فقط، وأوضح بامبا أن جباجبو فى صحة جيدة، وسيحال إلى القضاء لمحاكمته فى جرائم ارتكبها.
من جانبها نفت فرنسا مشاركة قواتها فى اقتحام مقر إقامة جباجبو الذى رفض الاستسلام لخصمه وتارة، بعدما زحفت قوات الأخير منذ أسبوعين من الشمال، وسيطرت على كل مناطق البلاد، من أجل إنهاء الأزمة الدامية التى أعقبت الانتخابات الرئاسية فى 28 نوفمبر الماضى، وأسفرت عن مقتل المئات.
وتعليقا على هذه الخطوة، قال وتارة فى بيان إن "تواصل استخدام مسلحى جباجبو ومسلحيه ومرتزقته للأسلحة الثقيلة ضد السكان المدنيين والقنصليات ومقار السفراء وبعثة الأمم المتحدة وفندق جولف يعرض حياة السكان المدنيين للخطر، ويهدد تطلعاتهم المشروعة للسلام".
وشدد البيان على أن عملية الاعتقال تهدف إلى حماية السكان المدنيين بشكل دائم، وعودة الحياة إلى طبيعتها فى أبيدجان، واستئناف النشاطات على مجمل أراضى البلاد، وتنهى الكابوس بالنسبة إلى سكان ساحل العاج.
وأشار البيان إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون لبى طلب وتارة لأن استمرار استخدام الأسلحة الثقيلة ضد السكان والقوات الدولية، ومهاجمة المقر العام للحكومة الشرعية فى فندق جولف، يحتم اللجوء إلى كل الأساليب الضرورية لإسكاتها.
بينما نفى أهوا دون ميلو الناطق باسم حكومة جباجبو استهداف مقر وتارة، معتبراً أن فرنسا بحثت عن ذرائع لاستئناف الهجوم، ووجدتها فى نهاية المطاف لتحقيق هدف قتل رئيس الدولة.
ومن جانبه دعا رئيس وزراء وتارة، جيوم سورو، جميع القوات لإعلان ولائها للرئيس المنتخب وتجنب الملاحقة.
وفى واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بأن اعتقال جباجبو يوجه رسالة قوية إلى كل الديكتاتوريات فى المنطقة وخارجها تفيد بعدم إمكان تجاهلها أصوات شعوبها التى تطالب بانتخابات حرة وعادلة.
وكان قد سبق اعتقال جباجبو تنفيذ مروحيات قوة "ليكورن" الفرنسية، بالتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، سلسلة ضربات استهدفت الأسلحة الثقيلة بينها آليات مدرعة، فى محيط مقر إقامة جباجبو والقصر الرئاسى، ثم استأنفت مروحياتها إطلاق صواريخ واجهها أنصار الرئيس المنتهية ولايته بمضادات الطائرات، لكن دون أن تصيبها.
يذكر أن قوات جباجبو حققت فى الأيام الأخيرة تقدماً على مقاتلى وتارة فى محيط المقر الرئاسى، مما دفع الرئيس المنتخب إلى مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أمس الأول، بالقضاء على الأسلحة الثقيلة التى يملكها خصمه تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 1975 الصادر فى 30 مارس الماضى.
"وتارا" بعد اعتقال "جباجبو": انتهى "كابوس" ساحل العاج
الثلاثاء، 12 أبريل 2011 03:18 م
جباجبو خلال اعتقاله
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة