أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

إذا كان مبارك بريئاً.. فمن سرق مصر؟

الثلاثاء، 12 أبريل 2011 07:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مادام الرئيس المخلوع حسنى مبارك وزوجته وأبناؤه لم يسرقوا أو ينهبوا ثروة مصر، وماداموا لا يملكون أرصدة مالية أو عقارات فى الخارج، إذن فنحن الحرامية الذين نهبوا وسرقوا واحتكروا وبدّدوا ثروة البلد.

ليس لها تفسير آخر، مادام الرئيس السابق أعلن براءته الصوتية من شرم الشيخ، ولم ينقصه سوى تقديم شهادة فقر كالتى كان يقدمها أبناء الفقراء للحصول على المساعدات الاجتماعية، وبالتالى يستحق الشفقة والمساعدة والشروع فورا من الشعب الحرامى فى حملة جمع تبرعات مالية للرئيس المخلوع الفقير، وحسنة قليلة لمبارك تمنع بلاوى كثيرة من النوعية التى أرادها من خطابه العجيب والخبيث.

مبارك برىء، و زوجته وأبناؤه أبرياء، ووزراؤه ورجال أعماله أبرياء، فمن سرق مصر إذن؟
ومن أفسد وسفك الدماء فيها؟

مليارات الجنيهات المنهوبة، وملايين الأفدنة المسلوبة، ومئات الشركات المسروقة، لم يفعلها مبارك ورجاله طوال ثلاثين عاما؟!
تزوير الانتخابات وتغييب إرادة الشعب، واحتكار السلطة، والتعذيب فى السجون وأقسام الشرطة، وقتل الأبرياء واختفاء المواطنين، لم يقم بها مبارك ورجاله؟!
كل الجرائم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية ضد الشعب لم يفعلوها وهم منها أبرياء كما ذئب يوسف ابن يعقوب؟!

أيها العقل تمهّل، ولا تذهب بعيدا، فسوف يتهم الشعب كله بارتكاب كل هذه الجرائم نيابة عن مبارك ونظامه طوال ثلاثين عاما، فصوته العجوز مازال يحلم بالعودة، يهدد ويتوعد ويتوسل ويعتب لأننا اتهمناه «ظلما» فى ذمته وذمة زوجته وأبنائه المالية، وهو العبد الفقير الذى لا يملك سوى حساب فى بنك واحد فى مصر، وكل من تجرأ عليه وعلى شرفه وذمته وتاريخه العسكرى فسوف ينال جزاءه، العائش فى غيبوبته ومنفاه وشيخوخته مازال يحلم بالعودة، ويحاول بكلماته المستجدية أن يبث الفتنة هو وفلوله من جديد بين الشعب الذى ثار عليه و أزاحه من عليائه، والجيش العظيم الذى انحاز للثورة. فالشعب الواعى والثائر لن ينجر وراء كل محاولات الوقيعة، ولن تنفلت يده من يد جيشه أمام سيناريوهات الفوضى والأرض المحروقة التى تريدها بقايا النظام المنهار المتصدع، فهنا خط أحمر مشتعل يحرق كل من يقترب منه، ولن يرضى الشعب بدعم جيشه إلا أن يتم ثورته، ويكمل مسيرته نحو المستقبل، وتحقيق حلم النهضة. فجيوش الظلام تحاول أن تطفئ نور الثورة، وعلينا جميعا الانتباه، و نأبى إلا أن نتم نورها ومسيرتها البيضاء.

لن تنفع المعزول فى شرم الشيخ خطبه الصوتية، ولن تجذب له أى تعاطف معه، وعليه الآن المثول للتحقيق أمام النائب العام، وعليه أن يثبت براءته، وعليه أن يستغفر ربه عن كل الجرائم التى اقترفها فى حق هذا الشعب، وحتى إذا برأه القضاء الطبيعى من تهمة تهريب الأموال، فستبقى محاكمة أخرى هى محاكمة سياسية لعصر كان هو البطل الوحيد فيه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة