سعيد الشحات

مصطفى الجندى ودبلوماسية مياه النيل

الإثنين، 11 أبريل 2011 12:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف شخصياً النائب البرلمانى السابق، ومساعد رئيس حزب الوفد مصطفى الجندى، لكن أتابع نشاطه فى الدول الأفريقية، وفى القلب منها دول حوض النيل، وشاهدته مرة على قناة الجزيرة فى برنامج عن أزمة مياه النيل، وأدهشنى أنه يستضيف مسئولين سودانيين يتحدثون فى مؤتمر شعبى كبير فى إحدى قرى دائرته الانتخابية بالدقهلية.

وبعد إسقاطه بالتزوير فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، لفت الإعلامى ونجم كرة القدم السابق طاهر أبو زيد، النظر فى لقائه مع الإعلامية منى الشاذلى فى برنامجها "العاشرة مساء"، إلى أن إسقاط نائب بوزن مصطفى الجندى، يدل على عدم فهم وغباء كبير، لأن الجندى يرتبط بعلاقات وثيقة مع الرؤساء الأفارقة، وأن إسقاطه يعنى أن الحزب الوطنى والحكومة لا يهتمون بقيمته فى ملف مياه النيل.

والحاصل أن أفريقيا لم تكن يوماً على أجندة النظام السابق، ولم يترك الفرصة لأى مبادرة شعبية مصرية للتقارب مع القارة السمراء وإصلاح ما يفسده، فكان الحصاد على مصر مراً وكارثياً فيما يتعلق بقضية مياه النيل، لكنها كانت على أجندة مصطفى الجندى من خلال استثماراته، فحظى بمحبة رؤسائها.

بدأ الجندى بفضل ثورة 25 يناير فى استثمار علاقاته الأفريقية بإطلاق المبادرات الشعبية، لزيارة دول حوض النيل للقاء قادتها، وكانت البداية بزيارة أوغندا للقاء رئيسها يورى موسيفينى، وضم الوفد أطيافا سياسية مختلفة من شخصيات أعلنت ترشيحها لرئاسة الجمهورية مثل حمدين صباحى، والمستشار هشام البسطويسى، وأيمن نور، وقادة أحزاب مثل الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، والدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة، وكانت لفتة وجود المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر فى الوفد ذكية، نظراً لشعبية جمال عبد الناصر فى القارة، وحسب المشاركين فإن عبد الحكيم كان محط اهتمام كبير فى أوغندا، التى أطلقت اسم جمال عبد الناصر على الشارع الرئيسى بين مطار عنتيبى والعاصمة كمبالا.

فى لقاء الوفد بالرئيس الأوغندى، تكشفت أمور مذهلة لا تقف عند حدود تجاهل النظام السابق لأفريقيا، وإنما استعلاؤه الشديد على دول القارة، وقيامه مثلا بتحريض البنك الدولى على عدم تمويل أوغندا لبناء سد للطاقة، لن يؤثر على حصة مصر فى مياه النيل، وفى هذا السياق، التقى الوفد بمساعدى وزير الرى الأثيوبى الذى كان فى زيارة لأوغندا، واستمعوا منه بمرارة ممارسات النظام السابق السيئة ضدهم، ومنها الحملة ضد اللحوم الأثيوبية عام 2005، والتى ترتب عليها ضرر كبير على الاقتصاد الأثيوبى، وكانت النتيجة الطبيعية حيال هذه الممارسات السيئة، تعامل دول القارة مع مصر بأسلوب "رد الصاع صاعين".

فى اللقاء وجد الرئيس الأوغندى لغة أخرى قادمة إليه من مصر، ورموز سياسية من مختلف الأجيال، فالوفد كان يضم شباباً من ثورة 25 يناير إلى جانب القيادات السياسية الأخرى، ولهذا اعتبر الرئيس الأوغندى أن رحلة الدبلوماسية الشعبية بمثابة البداية الحقيقية لتعاون دائم بين الشعبين الأوغندى والمصرى، ووعد موسيفينى بأن يرتب مع رئيس الوزراء الأثيوبى زيارة مماثلة لفتح صفحة جديدة للعلاقات بين شعوب حوض النيل، والأهم أنه وعد بعدم الإضرار بحصة مصر من مياه النيل، ووعد ببذل الجهد مع بقية دول المنبع على عدم تصديق برلماناتها على الاتفاقية الجديدة لتقاسم مياه النهر، لإعطاء فرصة أخرى للحوار.

وفى النهاية، نحن أمام طاقة أمل جديدة صنعتها دبلوماسية شعبية، وجدت فرصتها فى العمل بعد إزاحة النظام السابق، والتحية لمن أسس هذه الفكرة، وهو النائب البرلمانى السابق مصطفى الجندى، والذى يعد الآن لزيارة مماثلة إلى أثيوبيا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة