هل أصبحت مصر دولة إللى يصحى بدرى يلحق، إن ما حدث فى بعض المساجد يوم الجمعة الماضية مثل مسجد النور من إقصاء و إبعاد للخطباء من على المنابر والإتيان بمشايخ آخرين لهم توجهات مختلفة يحيطهم العديد من المواطنين، ويرفعون بهم فوق المنابر عنوة، مبعدين خطيب المسجد المعين من قبل وزارة الأوقاف ليحل الخطيب الجديد محله ويلقى بالخطبة بدلا منه وسط تهليل وتصفيق من الحاضرين، وفى غياب تام لدور وزارة الأوقاف التى اكتفت بدور المتفرج كعادتها، وبصرف النظر عن من هم المشايخ المعينون من قبل الوزارة، ولا عن هوية وصلاحية من احتلوا منابرهم، فنحن الآن لسنا بصدد تقييم هؤلاء ولا هؤلاء، ولكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير، المشكلة الآن هى أننا نخشى أن تعم الفوضى كل مجالات الحياة فيصبح الوصول للأقوى دون مراعاة أى أصول أو قوانين أو أعراف، وإن كنت أرجع هذه الظاهرة إلى عدة أسباب منها أن القاعدة تقول إن الكبت يولد الانفجار وها نحن شعب كممت أفواهه وصودر على رأيه سنوات، فما إن فتحت الساحة وظهر بريق من الحريات اندفع الجميع، وبقوة للتعبير عن أنفسهم، لإثبات وجودهم، للإعلان عن مبادئهم، لجمع المؤيدين حولهم وفى غمرة الزحام وفى نشوة الفرحة بالضوء الذى لاح لنا بعد طريق طويل مظلم بارد مشينا فيه جميعا، بعد أن انفرجت الأزمة وخرجنا جميعا من عنق تلك الزجاجة التى قضينا بداخلها عقودا عدة، جاء اندفاعنا خارجها مرة واحدة وعلى قدر قوة الفعل كان رد الفعل، فجاء رد الفعل قويا، مفاجئا، سار فى كل اتجاه فبدينا للجميع بأننا فوضويون ولا نلتزم بالنظام، وأعتقد أننا ما زلنا بحاجة للمزيد من الوقت كى نرتب البيت من الداخل، كى نعيد تنظيم أنفسنا، كى نعيد ترتيب أوراقنا، نقطة نظام هى ما ينقصنا جميعا فنحن شعب متحضر نستحق الديموقراطية، نستحق الأفضل دائما، صبرنا كثيرا وعانينا أكثر، نحن شعب صبر حتى اشتكى الصبر منه، ولذلك وجب علينا جميعا التروى بعض الشىء، النظام ثم النظام ثم النظام حتى لا تتحول بلدنا الحبيب لدولة إللى يصحى بدرى يلحق!!!
