أكد الدكتور عماد عبد اللطيف أستاذ اللغة العربية والمتخصص فى الخطابة، أن حديث مبارك الأخير يتشابه مع الخطاب الثانى الذى ألقاه خلال ثورة 25 يناير، حيث استخدم لغة الإقناع لصرف الأفراد عن متابعة جرائمه السياسية.
وأضاف عبد اللطيف، أن كاتب الخطاب ليس واحدا، حيث استخدم الرئيس كاتبان أحدهما للشق القانونى والآخر للشق السياسى مشيرا إلى استخدامه مدخل الذات ولكن ليس ينفس قوة خطاباته السابقة لإثارة أستعطاف الأفراد.
وأوضح عبد اللطيف، أن استقطاب الشريحة الأكبر من الجمهور عادة ما يكون الهدف من خطب الرؤساء، ووفقا للرئيس مبارك فإن الخطبة الثانية على وجه التحديد كانت على وشك إجهاض الثورة، حيث استطاعت دفع شريحة ضخمة من المصريين للتعاطف مع مبارك.
وقال إنه استخدم لتحقيق ذلك تقنيات بالغة الكفاءة فى التلاعب النفسى والعقلى بالجماهير من أهمها استخدام بلاغة أبوية، تقدم الرئيس بوصفه أبًا للمصريين من غير المقبول التبرؤ منه، ومن غير الأخلاقى فسخ العلاقة معه.
موضحا أن الخطاب الأخير لم يخل التلاعب بعض القيم الاجتماعية المصرية مثل التمسك بأرض الوطن ورفض مغادرتها لافتا إلى أبرز ما أستخدمه مبارك أثناء الخطاب الثانى وقبيل موقعة الجمل هو الصوت الخافت.
وأكد عبد اللطيف، أن الخطاب الأول والثالث لمبارك وقت الثورة لم يكونا بنفس مستوى إبداع الخطاب الثانى، لا على مستوى الصياغة أو الأداء فالخطاب الأول هو استمرار فى للأداء السياسى لمبارك قبل الثورة، أما الثالث فهو ينطوى على مساحات كبيرة من التفكك والتناقض والتكرار المخل والأداء الصوتى الفاتر.
وأوضح أستاذ الخطابة، أن مبارك تعمد استخدام زاوية بلاغية براجماتية محاولا من إجهاض الثورة بأقصى طاقة ممكنة حيث تعمد فى خطابه الثالث أن يكون نرجسيًا ومتناقضًا وأن يضيف أسبابًا أخرى لاستفزاز الجماهير وغضبهم، بدلا من أن يهدأهم ليلعب دور المحرِّض على العنف.
وحول الاختلاف بين خطابات مبارك قبل الثورة عن بعدها أكد عبد اللطيف، أن خطابات مبارك بعد الثورة زاد بها فقط مدح الرئيس السابق لنفسه بصفات إيجابية كحب الوطن والتضحية من أجله، وحمايته والحرص على مصالحه، والمعرفة الكاملة بما يحتاجه والشعور العميق به، والسهر على خدمة أفراده، وتحمل المشاق والآلام والصعوبات فى سبيله ، إضافة إلى صفات مثل الذكاء الشديد، وحسن تقدير العواقب، ووضع الأمور فى نصابها، وتنزيه النفس عن كل شىء إلا حب الوطن.
ووفقا لعبد اللطيف فإن خطاب 28 يناير كان الأكثر تضليلا لأنه قائم على ثنائية الخير والشر، الاستقرار والفوضى، الوطنيين والمدعومين من الخارج، الذين تهمهم مصالح البلاد و تحركهم أجندات خاصة.
الرئيس السابق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة