علقت صحيفة "الجارديان" فى افتتاحيتها على الأوضاع فى ليبيا، وتقول إن الدولة العربية الوحيدة التى تحولت فيها الثورة إلى صراع عسكرى ربما ستكون أحد الأماكن التى سيظل فيها النظام قائماً.
وتشير الصحيفة إلى أن تجدد الصدامات بين جيش القذافى وقوات المعارضة بالقرب من أبجاديا شرق ليبيا يؤكد على شىء ما كان يجب أن تدركه القوى الغربية منذ وقت طويل، وهو أن جيش الثوار ليس قوى مقاتلة، فقد استطاع الثوار طرد مسئولى النظام الليبى من بنى غازى وكان عليهم القتال لتحقيق ذلك، لكن عندما تعلق الأمر بالقتال الفعلى بين جيشين، كل ما استطاع الثوار أن يفعلوه هو التراجع. فالتقدم الذى تم إحرازه على الأرض لم يحدث إلا بفضل الهجمات الجوية الغربية وبعد أن انقلبت قوات القذافى على أعقابها. ومن ثم، فإذا كانت هناك حرب دائرة بالفعل الآن فهى بين قوات الناتو الجوية وقوات القذافى البرية.
وترى الصحيفة أن إمداد الثوار الليبيين بالأسلحة الثقيلة لن يحدث فارقاً كبيراً، فالمشكلة تكمن فى افتقارهم للقيادة والسيطرة، ومن ثم فإن فكرة إمدادهم بالسلاح أسوأ بكثير. وقد تمكنت قوات القذافى من التكيف سريعاً مع الصدمة التى وقعت فى بداية الضربات الجوية الغربية وتمكنوا من إخفاء دباباتهم وأنفسهم إلى قوات سريعة التحرك باستخدام الشاحنات الخفيفة التى لا يمكن تمييزها عن الأخرى المقاتلة من الجو، وفى هذا الوقت، استمر الثوار فى التقدم والتراجع على مسافة 150 كيلومتر من الطريق الساحلى مزودين بأسلحة أغلبهم لا يعرف كيف يستخدمها، فإذا جربوها مع الدبابات والمدفعية الثقيلة، فسيخسرونها سريعا وستكون النتيجة الوحيدة تسليح الجانب الخطأ.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول، إن الحرب الجوية ربما تكون آمنت مناطق من ليبيا إلا أن القذافى أثبت للمرة الثانية فى حياته أنه لا يزال واقفاً على أرضه، وربما يتغير ذلك لكن لا يوجد من يثق فى هذا بين دول الناتو، ومن ثم فإن كل ذلك يشير إلى نتيجة بقاء القذافى وأبنائه فى أماكنهم، وربما يكون ذلك أمرا فوضويا، لكن هذه هى الطريقة التى يسير بها هذا الصراع.
الجارديان: الصراع فى ليبيا يتجه نحو الإبقاء على نظام القذافى
الإثنين، 11 أبريل 2011 03:55 م