أجمع عدد من المثقفين على رفضهم إقصاء التيار السلفى من المشاركة فى الحياة السياسية، وذلك بشرط عدم تعامل السلفيين مع العملية السياسية على طريقة الحلال والحرام، مشيرين إلى أن للسياسة قواعد أخرى، تبعد كثيرا عن منطق الدعوى الدينية التى تتبناها الجماعات السلفية.
من جانبه أكد الناقد دكتور حسام عقل على ضرورة فتح جسور الحوار مع كافة التيارات السياسية، قائلا إن التجربة البشرية علمتنا أن جميع التيارات تحمل بداخلها متزمتون ومتشددون، ويعمل الحوار المجتمعى على التوسيع من رقعة المعتدلين داخل تلك التيارات،، وسيعمل إدماج التيار السلفى داخل الحياة السياسية فى الفترة القادمة على تشكيل مشروع سياسى لهم، خاصة وأن ثقافتهم السياسية فقيرة، ولا تحمل تصورات محددة حول الدولة وهياكلها وطبيعة اختيار نظامها السياسى، ولن يجدى غير الحوار السليم لاحتواء التيار السلفى، وعزل الأصوات المتشددة به.
وأشار دكتور عقل إلى أهمية دور الإعلام فى تدعيم التيار السلفى المعتدل، فلا حاجة لظهور أصحاب الفكر التحريضى، والثقافة الضحلة، وإبرازهم، فى حين يتم تجاهل أصحاب الأصوات المعتدلة والعقلاء.
واشترط الروائى عزت القمحاوى ضرورة تخلى السلفيين عن مبدأ الحلال والحرام فيما يخص الحوار السياسى، فالحرام والحلال أمور تخص الدين وحده، بينما تحكم السياسة بقواعد أخرى، مطالبا بضرورة عقاب كل من يخالف ذلك من أتباع التيار السلفى بتطبيق عقوبة البلطجة، وعزل كل من يتطاول منهم بحجة الحرام الحلال من الحياة السياسية تماما.
وأضاف القمحاوى أن شيوع الديمقراطية فى الحياة السياسية المصرية سيؤدى فى نهاية الحال إلى الاعتدال، وغياب الكثير من مظاهر التشدد، فالحياة الكريمة تجعل الإنسان يتمسك بالحياة، وتدفعه إلى الحوار المجتمعى الهادئ بين جميع تيارات المجتمع.
وطالبت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد أتباع التيار السلفى بضرورة المشاركة فى بناء مصر جديدة، والمحافظة على مكتسبات الثورة المصرية، التى فدتها أرواح الشهداء الشابة، وأضافت سكينة "على أتباع التيار السلفى اعتبار أنفسهم شركاء فى الحفاظ على الوطن"، وأكملت سكينة أن تكاتف جميع التيارات والطوائف بالشعب المصرى هو الضمانة الوحيدة لإتمام عملية التحول الديمقراطى.
ورفض المفكر اليسارى عبد الغفار شكر إقصاء أى تيار من التيارات عن المشاركة فى الحوار الوطني، بشرط الالتزام بالحوار السلمي، فللتيار السلفى حق المشاركة السياسية عن طريق كيان له شرعيته وقانونيته، كحزب سياسى، أو جمعية أهلية، والمشاركة فى حاور هادئ، لا تجريم ولا تحريم فيه.
ولا يخشى عبد الغفار شيوع الأصوات السلفية فى المجتمع، فالجو الديمقراطى "الصحى" يقتل التطرف، حتى وإن شهدت السنوات القليلة القادمة بعض التجاذب، والميل لكفة التيارات الدينية المتشددة، فستغلب التيارات المعتدلة فى النهاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة