أرسل كامل عبد الوهاب يقول: والدى شيخ كبير، وأحب أن أقوم على رعايته على أكمل وجه، فكيف يكون ذلك؟
يجيب الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الأزهر، قائلا: يحتاج المسن إلى فريق علاجى متعدد التخصصات للإشراف على متابعته، حيث تكون هناك اضطرابات متعددة فى أجهزة مختلفة من جسمه، ولابد من ضبط جرعات وأنواع العلاج، كما يجب مراعاة الأعراض الجانبية والتداخلات أو التفاعلات بين أنواع العلاجات المختلفة.
كما يراعى أيضا أن حالة الكبد والكليتين أصبحت أضعف من ذى قبل، وقلت القدرة على الأيض وطرد المواد الكيماوية من الجسم، ولذلك يجب إعطاء نصف الجرعة المعتادة أو ثلثها للمسن.
ويحتاج المسن الذى يدخل فى مرحلة اكتئاب إلى جرعات مناسبة من مضادات الاكتئاب، خاصة مجموعة مانعات استرداد السيروتونين النوعية (ماسا)، خاصة أنها أقل فى الأعراض الجانبية، إذا ما قورنت بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، والتى ثبت أن لها أعراضا جانبية كثيرة تؤثر على سلامة المسن، خاصة إذا أعطيت بجرعات عالية مثل انخفاض ضغط الدم واضطراب ضربات القلب أو ضعف عضلته.
وبجانب العلاج الدوائى يحتاج المسن المكتئب إلى علاج نفسى تدعيمى يتفهم احتياجاته وصعوباته، ويناقش مخاوفه وتساؤلاته، ويساعده فى إدارة حياته المليئة بالمتاعب الصحية والمادية والاجتماعية.
وتستطيع الأسرة – فى حال صلاحها – التخفيف كثيراً من معاناة المسن، حيث يشمله الأبناء والبنات بالرعاية ويخففون من وحدته، ويطمئنون روعته ويشعرونه بالأنس والرعاية والمحبة ويستفيدون من حكمته وخبراته ويشعرونه بالاحترام الكامل، ويردون له الجميل، فقد رعاهم فى طفولتهم وحنا عليهم وهو الآن يحتاج إلى رعايتهم.
والمسن أيضا فى حاجة لما يسمى بالعلاج الروحى، وهو الإعداد الواقعى والمتفائل لرحلة الآخرة، فهو سيرحل من الدنيا إن آجلا أو عاجلا، كما سيرحل سائر البشر، ويفضون إلى رب كريم غفور رحيم، والمسن لديه فرصة أن يتوب إلى الله عن ذنوبه التى اقترفها فى حياته، ويأمل فى عفو الله ومغفرته، ويسعى إلى لقائه راضيا مرضيا ويعمل من الخيرات ما تسمح به ظروفه ويسأل أبناءه ومحبيه الدعاء له بعد وفاته، وهكذا يجد المسن معنى للحياة ومعنى للموت ويتقبل هذا وذاك بنفس راضية.
تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على
health@youm7.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة