بالفعل شارك الإعلام بمختلف وسائله مع النظام السابق فى تعليم أفراد الشعب المصرى مفهوم الوطنية للفرد، وفقا لمفهوم النظام وليس وفقا للحقيقة، بمعنى آخر فهم الشباب أن الانتماء والوطنية معيارهما النظام، وليس الأديان والأعراف والمبادئ، ومن ثم ظهر الانتماء فى مباريات منتخب مصر لكرة القدم.
وخير دليل على ذلك ما حدث وشارك فيه الإعلام كله، الأحداث التى حدثت فى مباراة الجزائر فى السودان، وما تبعها من أحداث، والأمثلة عديدة عند تعارض رأى المفكرين والمبدعين وبعض الصحفيين الشرفاء مع النظام السابق، فتجد أن الحكم يصدر عليهم جميعا بعدم الانتماء، وعدم معرفة المصلحة العامة للشعب، لأن النظام هو الذى يعرف وحده المصلحة، ومن يعارضه لا يعرف شىء، بل إنه خائن للوطن، والأمثلة كثيرة، وحتى لا أطيل على القارئ، فإننى أدعوه أن يقف برهة للتفكير فيما قلته.
عزيزى القارئ أنا لا أنكر أن رجال الدين قد قصروا فى الحوار مع النظام السابق، لتبصيره بالحقائق التى تتفق مع الأديان، بل أنهم اتفقوا بأن يكونوا مسالمين معه، بمعنى فى موقف المدافع، لأنه بصراحة لو كانت هناك مجابهة بين رجال الدين، والنظام ما انتشر الفساد الذى نسمع عنه ونراه، الآن، وهو الذى عاش طوال أكثر من ثلاثين عاما، بالرغم من أن رجال الدين يعلمون بأن رد الحاكم عن الظلم هو من صميم عملهم، وبالرغم من أن الأمر قد صحح الآن، إلا أن هذا لا يمنعنا من الاعتراف بما أخطانا فيه، وندرك ألا نقع فيه مستقبلا.
فالانتماء أو الوطنية هى سلوك يسير على طريق مستقيم لتحقيق نفع عام لأفراد المجتمع، الذى نتعايش معه، والدفاع عن بقائه، ووجوده بين المجتمعات الأخرى دون إحداث أضرار على مصلحة أى فرد من أفراد المجتمع، وبما يتماشى مع المبادئ، والقيم الواردة، ففى الأديان السماوية، وكذلك عرف المجتمع الموجود فيه الأفراد.
خلاصة القول أن الآوان آن لأن يعرف المواطن معنى الانتماء، والوطنية، وعلى الحكومة الجديدة دور مهم فى هذا الأمر، نظرا لما يترتب عليه من دوران عجلة الإنتاج، وفقا لما يحقق النفع العام لشعب مصر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة