ما أشد سعادتى بثورتنا العظيمة! وسر سعادتى أنها ليست ثورة عادية شأن سائر الثورات، هى ليست ثورة ذات مطالب محددة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، وليست ثورة ضد الفساد فحسب، بل هى ثورة أعمق وأشمل من كل ذلك، هى ثورة تطهير، ثورة بدلت كل شىء من الجذور.
أشعر أن المصريين تعاملوا مع الثورة مثل فريضة الحج، فنحن عندما نستعد لتأدية فريضة الحج، نذهب وكلنا إصرار على تغير أنفسنا من الداخل، أن نتطهر من كل الذنوب والآثام، أن نبدأ من جديد ونصبح الشخص الأفضل، وهكذا هى ثورتنا الرائعة، ولكى أكون أكثر صدقا، فلقد تخوفت لبعض الوقت قبل بداية الثورة مع إطلاق الشباب النداءات للمسيرات والمظاهرات من أن يكون ذلك مقدمة للفوضى، والخراب فى البلاد.
وسر خوفى كان نابع من أن هناك طبقة تعانى الفقر وحُرمت من الحياة الكريمة، وليس لديها ما تخشى منه أو تُبقى عليه، وقد تفعل أى شىء لنيل حقوقها المسلوبة، ولكن ولله الحمد فإن ثورتنا ضربت المثل الرائع، وأثارت دهشة كل الدول والصحف العالمية.
وفشل المندسون والمأجورون من أذناب النظام السابق، أن يشوهوا هذه الثورة أو يدنسوا هذا الشعب العظيم، والجميل فى هذه الثورة هو استمراريتها بمعنى أنها غيرت مصر والمصريين، فأرى الناس من حولى وقد أصبحوا أكثر تفانيا فى عملهم، وحرصا على نظافة بلدهم.
بل وبعد مرور أكثر من شهرين على الثورة يزداد المصريون حرصا على إنجاح الثورة، وتطهير كل المواقع الحكومية من المفسدين وأتباعهم، ومحاكمة كل مرتكبى الفساد.
والطريف فى الأمر أن أولادى الآن إذا لاحظوا قيام أى شخص بسلوك سلبى يقولون فى تعجب: "أهو لا يزال كما كان.. ألم تغيره الثورة!".
والعجيب أننى وقت حدوث الثورة كنت خارج مصر أتابع الأحداث بشغف وقلق بالغين ليل نهار، من خلال التلفزيون، وياللدهشة من اللحظة التى أُعلن فيها تنحى الرئيس السابق، وعمت الفرحة والاحتفالات كل أرجاء مصر.. شعرت أننى أرى مصر أخرى، تبدلت فى دقائق معدودات، وأصبحت أكثر سحراً وجمالاً، ولن أتحدث عن نظرة الآخرين وإكبارهم للمصريين، خارج مصر بعد الثورة.
ولتبقَ مصر إن شاء الله آمنة مستقرة.
احتفالات الشعبية بنجاح الثورة المصرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة