فاز الصحفى الإيرانى السجين، أحمد زيد آبادى، بجائزة اليونيسكو "غيرمو كانو" العالمية لحرية الصحافة لعام 2011.
وقد تم اختيار كانو على يد هيئة تحكيم دولية مكوّنة من 12 شخصا من مهنيى وسائل الإعلام، وسبق لأحمد زيد آبادى أن كان رئيس تحرير صحيفة آزاد وساهم فى الجريدة اليومية "هَمشاهارى" التى يقع مقرها فى طهران، وفى مرفق البث باللغة الفارسية التابع لهيئة الإذاعة البريطانية، وفى موقع روز للأنباء باللغتين الفارسية والإنجليزية، وهو أيضا عضو فى رابطة الصحافيين الإيرانيين، والرئيس المنتخب لإحدى كبريات المنظمات الطلابية فى إيران، رابطة قدامى الطلبة الإيرانيين.
وفى الوقت الحاضر ينفذ أحمد زيد آبادى حكما بالسجن لمدة ست سنوات صدر بحقه على إثر انتخاب الرئيس فى عام 2009.
وقالت رئيسة هيئة التحكيم، ديانا سنغور، فى إعلانها القرار: "إن الاختيار النهائى لأحمد زيد آبادى يشيد بشجاعته الاستثنائية ومقاومته والتزامه بحرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والإنسانية. وأضافت: "هناك اتجاه حاليا، لمنح هذه الجائزة إلى العديد من الصحافيين الإيرانيين المسجونين حاليا". وأيّدت المديرة العامة لليونسكو، آرينا بكوفا، قرار هيئة التحكيم، ووجهت نداء من أجل الإفراج عن زيد آبادى.
وقالت المديرة العامة: "لقد دافع أحمد زيد آبادى طيلة مساره المهنى بشجاعة وبلا ملل عن حرية الصحافة وحرية التعبير، وهذه الحرية حق أساسى للإنسان، حق هو عماد سائر الحريات المدنية، والمفتاح لقيام مجتمعات متسامحة ومنفتحة، وعامل حيوى لقيام حكم القانون والحكم الديمقراطى".
وأضافت: "وفى ظل الاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة، واعترافا بالقلق الذى أعرب عنه أعضاء هيئة التحكيم بشأن صحة زيد آبادى وراحته، أناشد السلطات الإيرانية أن تُخلى سبيله".
وُلد أحمد زيد آبادى فى عام 1966، وأوقف عن العمل أول مرة فى عام 2000. وفى ذلك الوقت اكتسبت حملته للدفاع عن الحقوق المدنية زخما، إثر طبع رسالته المفتوحة وتوزيعها على نطاق واسع، كتبها فى السجن وندد فيها بسوء معاملة الصحفيين المسجونين. وفى مارس 2001، بعد مضى أقل من سنة على إخلاء سبيله تحت كفالة، سُجن مجددا، وحكم عليه بالسجن 23 شهراً، وحُظر عليه لمدة خمس سنوات ممارسة "أى نشاط عام واجتماعى، بما فى ذلك الصحافة". ثم أُفرج عنه فى عام 2004، وفى عام 2005 وجد نفسه على خلاف مع الحكومة أثناء الانتخابات الرئاسية، حين نشر مقالات عديدة تدعو إلى مقاطعة هذه الانتخابات الوطنية.
وكان زيد آبادى بين عشرات الصحفيين الإيرانيين الذى اعتُقلوا إثر انتخابات عام 2009. وتم مقاضاته مع 40 صحفيا آخرين و100 من الأنصار البارزين للحركة الإصلاحية فى البلاد، بتهمة التآمر على قلب الحكومة عن طريق "ثورة هادئة". وحُكم عليه بالسجن ست سنوات تليها خمس سنوات نفى داخلى، وحُظر عليه مدى الحياة مزاولة مهنة صحفى. ولا يزال خلف القضبان أيضا 26 صحفياً.
وفى عام 2010 منحت الرابطة العالمية للصحف (WAN) زيد آبادى جائزة القلم الذهبى للحرية، وهى جائزة يتم منحها للأعمال البارزة، كتابة وفعلا، فى خدمة قضية حرية الصحافة.
يذكر أن جائزة اليونسكو/ غيرمو كانو العالمية لحرية الصحافة، نشأت فى عام 1997، بقرار من المجلس التنفيذى لليونسكو. وتُمنح سنويا أثناء الاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة الذى يصادف فى 3 مايو.
وتقوم الدول الأعضاء فى اليونسكو والمنظمات الإقليمية أو الدولية التى تدافع عن حرية التعبير وتعززها، باقتراح أسماء المرشحين للفوز بهذه الجائزة.
وتبلغ قيمة هذه الجائزة 25000 دولار أمريكى، وتمولها مؤسسة غيرمو كانو ومؤسسة عائلة أوتاوى وصحيفة بوليتيكين نيوزبير ليمتد، وقد جرى بعد إنشائها منحها للفائزين الآتية أسماؤهم: مونيكا غونزاليز موخيكا (شيلى، 2010)؛ لاسانتا ويكريماتونغ (سرى لانكا، 2009)، ليديا كاشو (المكسيك، 2008)، آنَّا بوليتكوفسكايا (الاتحاد الروسى، 2007)، مى شدياق (لبنان، 2006)؛ تشينغ ييزونغ (الصين، 2005)، راؤول ريفيرو (كوبا، 2004)، أميرة هاسّ (إسرائيل، 2003)، جوفرى نياروتا (زمبابوى، 2002)، يو وين تين (ميانمار، 2001)، نزار نيوف (سوريا، 2000)، جيزوس بلانكورنيلاس (المكسيك، 1999)، كريستينا آنيانيو (نيجيريا، 1998)، غاو يو (الصين، 1997).