مجلس العلاقات الخارجية: النقاش يقود المصريين نحو صياغة الديمقراطية

الجمعة، 01 أبريل 2011 04:31 م
مجلس العلاقات الخارجية: النقاش يقود المصريين نحو صياغة الديمقراطية ثورة 25 يناير _ صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشاد مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية بحالة الحوار والنقاش، التى تشهدها مصر فى الفترة الحالية بعد الثورة، واعتبر أنها هى التى ستقود المصريين إلى صياغة طريقهم الخاص بهم نحو الديمقراطية.

وفى التقرير الذى كتبه روبرت دانين، قال إن ما يلفت الزائر لمصر فى فترة ما بعد مبارك، هو الإحساس العميق بعدم اليقين بشأن كل شىء، فبينما كانت مصر فى عهد مبارك مستهلكة بالاستقرار والحاجة إلى النظام، فإن مصر اليوم يعجها الغموض والتأنى الذاتى، ويبدو كما لو أن المصريين قد استعادوا لتوهم وعيهم بعد فترة سبات طويلة.

فلديهم الكثير والكثير من الأسئلة وقليل من الإجابات، فهل يجب أن تستبق الانتخابات البرلمانية الرئاسية أم تأتى بعدها، ومتى يمكن أن تُجرى؟ وما الذى يعنيه الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية؟ وأين ذهب عمر سليمان؟ وهل هذا مهم؟ وما ذلك إلا أسئلة قليلة مطروحة الآن، أسئلة لم يواجهها المصريون من قبل لأنه لم يكن يجب عليهم ذلك، لكن الوضع اختلف الآن.

وفى حين تناقش القضايا الصغيرة والكبيرة، فإن المصريين الواثقين يقتربون عادة منها بدرجة من التراخى مع الاعتراف، بأن آرائهم حتى الآن انطباعية ومنفتحة على التغيير والتحسين.

ويرى الكاتب أن ذلك كله يعد جزءاً من عملية انتقال ملكية بلادهم ومصيرهم إليهم، ويتشارك المصريون فى الشعور بالإنجاز فى الإطاحة بمبارك، ووضع البلاد على طريق جديد نحو انتخابات ودستور جديدين، وهم يشعرون براحة لأن إنجازهم تحقق حتى الآن بالطرق السلمية، وهذا ليس بالإنجاز الهين.

ومع ذلك لا يزال هناك متسع للقلق بشأن المستقبل، فالمصريون يعلمون أنهم فى بداية طريق وعر، وأن التوقعات الشعبية تجاوزت ما هو من الممكن تحقيقه، فضلاً عن ذلك، فإن الانتهازيين المنظمين يسعون لخطف الثورة بعيداً عن الديمقراطية أو التنمية أو المؤسسات الليبرالية الحقيقية.

والأمر الذى يعد مثيراً ومرعباً فى الوقت نفسه، هو أن المصريين بدأوا فى فرض عضلاتهم السياسية النقاشية بشكل جدى، وستكون الإجابات محددة سلفاً بلا شك، فسوق الأفكار السياسية قد افتتح لتوه. والمصريون متشوقون لبدء التصفح فوراً، لكن الناس غير متأكدين من أنهم يريدون الإلقاء بثقلهم خلف هذا، فهم فى حاجة إلى أن يروا ويتحدثوا ويتناقشوا بشكل أكبر.

ويشير دانين إلى أن القوة قد ابتعدت عن حشود الفيس بوك الموحدة، التى قادت الثورة فى ميدان التحرير بعد أن تشتت جهودهم، وتظهر أحزاب ومنظمات جديدة يومياً، الأمر الذى منح مزيداً من القوة لجماعة الإخوان المسلمين وفلول النظام السابق، وليس هناك ما يثير الدهشة فى ذلك، نظراً لأن الشىء الوحيد الذى وحد المتظاهرين هو كراهيتهم للنظام القديم.

وبعد ذلك، تنوعت مطالبهم، فأصبح بعضهم يريدون مزيداً من الوقت للانتقال، وللسماح بتكوين أحزاب جديدة وآخرون يعتقدون أن زخم الثورة، يجب الحفاظ عليه بإجراء انتخابات سريعة، مشيرين إلى أن الوقت الطويل لن يستفيد منه إلا هؤلاء الذين يريدون وقف الانتقال إلى الديمقراطية.

ويؤكد الكاتب على أن الولايات المتحدة لها مصلحة فى النقاش الذى تشهده مصر، فالهدف الأساسى لواشنطن يجب أن يكون رؤية هذا النقاش مستمراً، وأن يتم الإجابة على الأسئلة الصعبة بشكل فورى، خوفاً من أن يفقد المصريون حماسهم للديمقراطية الليبرالية التى دعت إليها.

وخلص الكاتب فى النهاية إلى القول بأن الثورة التى شهدتها مصر تقدم فرصة مؤقتة للمصريين، لابتكار طريقهم الخاص نحو الديمقراطية، لكن فى نفس الوقت، يجب على الأطراف الخارجية أن تعلم أن الفرصة التى خلقها المصريون فى ميدان التحرير ستصيح ما لم يتم السماح لهم بوضع استجاباتهم للتحديات الجديدة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة