راضى على حسين يكتب: رسالة عاجلة إلى قلمى

أيها القلمُ الشريف
الذى كان مغلوبا على أمْرهِ
كان ممنوعا أن يُخرجَ رحيقَ خمرهِ
أو يدندن يوماً على ألحان زمرهِ
الآن
اترك جناحكَ يرفرف
فى سماء النور
وامتطى خيولَ الفكر
وانطلق بأقصى سرعةٍ لبراقكْ
**

غرِّد أناشيدَ الخيال
ونادى النجوم
وقبِّل صورة َالشهداء
التى فكت قيود وساقكْ
**
عُدْ يا قلم
وتراقص على هتاف الأحرار
وغص فى قيعان بحار الأشعار
أَخرج كنوزَ الفيروز
وكل ترانيم الأسرار
وتمخطر فوق خطوط أوراقكْ
**
وامض بلا خوفٍ
فوق السطور
حرا ًطليقا كعصفور
ما عادت هناك أقفاصٌ
ماعادت هناك ذئاب سجَّانٍ
تنهش قوت الضعفاء
وتمتطى رؤوس الشرفاء
ماعادت هناك أغلال زيف
تكبِّل كل أعناقكْ

**
احكى يا قلم
واكشف أكاذيب الضلال
فى زمن القهر
وعهد العصابات
لا تسكب عبرات الأسف
على لصوص
سرقت منك سنينَ العمر
وخنقت كل حروف الإبداع
فى مهدها
وقتلت كل جنين
فى بطن الشعراء
وأعْطوا الشعوب سموما
قالوا هذه ضد الكرامة
وضد الرجولة ِسرُ ترياقكْ
**

آه يا قلم
كم سهرت ليال ٍ
بين تأنيب ِالضمير
وطواحين الأحزان
وهواجس الخوف
تؤرق مرقدك
طَرَقات الغدر
على أبواب أشواقكْ
**
سر يا قلم
واسكب حبرك الشهىَّ
عبقا ومسكا وعبيراً
يفوح حرية ً
يروى جفاف عقول
أظْمَأتْها أبواقُ التضليل
واغزل حروف الكلام
ثوبا سندسيا
يحمل أسماء جميع الشهداء
واهديه إلى كل عشاقك
وقل لهم
هذه رائحة الشهداء الطاهرة
التى فتحت أبواب الحرية
وفكت كل قيود وساقكْ

***