بعد ثورة 25 يناير أول رئيس لجمهورية مصر العربية قادم وهو على بعد خطوات من القصر الجمهورى، الكثير تقدم وأعلن أنه سيرشح نفسه ليكون رئيسا لمصر والبعض رشح أسماء بعينها لتدخل ساحة الانتخاب.. لكن الشعب سيختار من؟
ليس المطلب الأساسى أن يرضى الرئيس القادم الليبراليين أو الإسلاميين ولا أن يكون إخوانيا أو سلفيا أو علمانيا أو مسيحيا .. ولا أن يكون رجلا أو امرأة.. لأن مقعد الرئاسة حق للجميع ولأى فرد أن يرشح نفسه طالما أن الشروط تنطبق عليه.
لكن يجب ألا ننخدع نحن الشعب فى وعود براقة.. فليس المطلوب من رئيس الجمهورية أن يدعم ظروفى الاقتصادية بزجاجة زيت أو كيلو سكر.. وليس المطلوب أن يزيد راتبى صفرا أو صفرين على اليمين.. طالما أننا لا ننتج فهذا معناه طبع ورق بنكنوت وبالتالى تضخم..
أنا لا أريد كل ذلك.. ولكن ما أريده من الرئيس القادم أن يوضح لى كيف سيحل ألغازا فى حياتنا المصرية.. ألغازا اقتصادية
وسياسية واجتماعية.
أنا عن نفسى أقولها مِن البدايةَ مَن سأختاره سأرشحه لدورة قادمة .. ولكن بشرط أن تتضح رؤيته للمشاكل والأزمات التى تمر بها البلاد.. وليس الآن ولكن على الأقل بعد مرور عام من توليه حكم مصر.. لكن السؤال من يصلح لهذه المهمة؟ ونحن نحتاج لرئيس جمهورية من طابع خاص.. نحتاج إلى رئيس جمهورية ذى قوة خارقة.. السر فى ذلك لأنه سيرث تركة من الفساد والمشكلات والأزمات وحجب الحريات والقضايا التى عاشتها مصر طوال سنوات من القهر والكبت والفساد.. نحتاج لسوبرمان أو الرجل الخارق.
لماذا كل ذلك....؟ أقول لكم إننا لوعدنا لتقارير نشرت منذ أعوام وتحديدا منذ عام 2009 لوجدنا أن الرئيس القادم يحتاج لأعوام لتجاوز مصر ما فيها من كبوات وأزمات وما خفى كان أعظم .. وما يظهر على السطح لاحقا لا نملك إلا أن نقول يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف.
وأترككم مع تقارير بالتأكيد سبق وأن قرأتم معظمها لكن القراءة سابقا شىء واليوم شىء آخر.. فنحن مقبلون على اختيار رئيس جديد للبلاد.. وبمحض إرادتنا.. ومع ملاحظة أن فى أغلب التقارير إن لم يكن كلها، كلما تأخر ترتيب الدولة دل ذلك على تدهور حالتها فى الموضوع محل التقييم وملاحظة أخيرة ...هذا من عام 2009 يعنى تأمل الوضع الآن كيف صار فى ظل ركود شبه عام فى البلاد و نحن فى عام 2011
التقرير بيقول:
26% من المصريين لا يعرفون القراءة أو الكتابة. و16 شابا من بين 100 شاب شربوا المخدرات.. و178 مليار جنيه هى تكلفة علاج الإدمان فى عشر سنوات فقط. وعدد المدخنين فى مصر يبلغ حوالى 13 مليون مدخن يستهلكون 80 مليار سيجارة تشكل 4 مليارات علبة سجائر وتكبد الإنفاق القومى نحو 8 مليارات جنيه سنويا أى أنه يستهلك حوالى 22% من دخل الفرد المدخن شهريا.
و10 ملايين عاطل (فى سن 15 إلى 29 عاما) أى 21.7% من إجمالى قوة العمل، و9 ملايين شاب تخطوا سن 35 عاماً دون زواج (5.5 مليون شاب + 3.5 مليون فتاة) بمعدل عنوسة 17%.و255 ألف حالة زواج عرفى بين الطلبة (أى 17% من طلبة الجامعات) نتج عنها 14 ألف طفل مجهول النسب.، وبلغ عدد نزلاء مراكز اللقطاء- 33 مركزاً- 17 ألف نزيل، هذا العدد الموجود فى هذه المراكز فقط.ويقدر عدد اللقطاء بــ 6 آلاف لقيط كل عام، وهو لا يمثل إلا جزءا من العدد الحقيقى.
ويعزى ارتفاع عدد اللقطاء إلى تأخر سن الزواج، والتفكك الأسرى، والخيانات الزوجية، ضعف المؤسسات التربوية، وانحراف الوسائل الإعلامية.
معنى هذا أن الرئيس القادم مطالب بحل كل ذلك خلال أربعة أعوام.. وإليكم المزيد:
مصر فى المركز 129 بين 134 دولة فى معدل هجرة العقول العلمية والموهوبة وتعد أسوأ دول الشرق الأوسط فى ذلك (تقرير التنافسية العالمية).ومصر فى المركز 134 من بين 134 دولة فى مؤشر كفاءة سوق العمل (تقرير التنافسية العالمية).ومصر فى المركز 125 من بين 134 دولة فى مؤشر استقرار الاقتصاد الكلى (تقرير التنافسية العالمية)....كل هذا فى عام 2009 .. تخيل الوضع كيف أصبح حاليا.؟
لكن الأدهى والأمر التالى وهو خاص بحجم الفساد فى مصر الذى أصبح على عينك يا تاجر بعد كم القضايا التى تم ضبطها لكن للتذكرة نقول:
39 ملياراً و373 مليوناً و524 ألف جنيه تم إهدارها فى الفترة ما بين أبريل 2008 ويناير 2009 بسبب الفساد المالى والإدارى (تقرير عام 2008 لمركز الدراسات الريفية).
8 مليارات جنيه دعم سنوى لأنابيب البوتاجاز (يبلغ احتياطى مصر من الغاز الطبيعى 67 تريليون قدم مكعب، وتبيع المليون وحدة حرارية لإسرائيل 1.5 دولار والتى يتكلف إنتاجها 2.65 دولار.. سعر التصدير العالمى من 6 إلى 8 دولارت للمليون وحدة حرارية).
مصر بلدنا فى المركز 134 من بين 134 دولة فى معدل تعيين الأقارب والأصدقاء فى المناصب المختلفة (تقرير التنافسية العالمية).
ومصر فى المركز 115 من بين 134 دولة فى مؤشر مدركات الفساد الذى يقيس درجة انتشار الفساد بين المسئولين فى الدولة (تقرير التنافسية العالمية)، ومصر أيضا فى المركز 72 من 134 على مؤشر الشفافية والنزاهة لمنظمة الشفافية العالمية فى 2006، ثم المركز 105 فى 2007 ثم المركز 115 فى عام 2008 (منظمة الشفافية العالمية).
ومصر فى المركز 77 من بين 146 دولة فى تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2007 (وللأسف إسرائيل من أفضل 20 دولة).
معنى هذا أن من سيأتى قائدا لمصر عليه أن يقوم بفك كل هذه اللوغاريتمات التى لابد ألا تخضع سياسته لحسابات أمريكا وإسرائيل والضغوط وغيرها بل إن مصر أولا قبل كل شىء.
ونذكر الرئيس القادم لمصر بأمور أخرى وهى خاصة بالمجال الصحى والتقارير تذكر أرقاما مخيفة.. فربع سكان مصر يعانون من ضغط الدم.. وأعلى معدل لوفيات الأطفال فى العالم (50 طفلا لكل 1000 مولود).. 3 فى السويد .. 4 فى اليابان (جهاز التعبئة العامة والإحصاء).و29% من أطفال مصر لديهم تقزم و14% لديهم قصر قامة حاد وطفل من كل اثنين لديه انيميا (وهذا تصريح من الدكتورة مديحة خطاب رئيس لجنة الصحة بأمانة سياسات الحزب الوطنى _الله يرحمه_ )و9 ملايين مصرى مصابون بفيروس (سى).. تحتل مصر المركز الأول فى معدلات الإصابة بالمرض على مستوى العالم، و8 ملايين مواطن مصابون بالسكر والمركز الثانى على مستوى العالم فى الوفاة بسبب المرض، وهذا تصريح من الدكتورة مديحة خطاب أيضا ومصر من أعلى معدلات الوفيات على مستوى العالم بسبب أنفلونزا الطيور الذى أصبح مرضاً متوطناً فى مصر (إلى جانب مخاوف من توطن أنفلونزا الخنازير، وظهور أمراض أخرى).و4% من سكان مصر يعانون من مرض أنيميا البحر المتوسط الذى يصيب الأطفال (تقرير لوزارة الصحة).و20 ألف مواطن يموتون سنويا بسبب نقص الدماء (تقرير لوزارة الصحة).
وانتشار التيفود ونتذكر أن أكثر من 200 حالة إصابة بحمى التيفويد، منها 164 فى قرية واحدة (البرادعة) خلال أقل من أسبوعين، وأكثر من 100 ألف مواطن مصرى يصابون سنوياً بالسرطان بسبب تلوث مياه الشرب (د. أحمد لطفى استشارى أمراض الباطنة والقلب بمستشفى قصر العينى).
و12 مليون مصرى ليس لديهم مأوى منهم 1.5 مليون يعيشون فى المقابر(الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء). وفى بعض التقارير 3 ملايين، وهذه الأماكن أصبحت أوكاراً للفواحش والمخدرات والبلطجة والجرائم بأنواعها، وهناك مولود كل27 ثانية، (أى: 1.168.000 كل سنة) سيعانى التلوث المرعب، والفقر، والجهل، والمرض، وأشكال البؤس والحرمان، والأمراض النفسية، فيفضلون البقاء فى الشارع مما يؤدى إلى تعرضهم للانحراف؛ ومنه: تعاطى المخدرات، والسرقة وتهديد الأمن، و60% منهم محروم من الخدمات التعليمية. وهناك نحو 7.1 % من جملة المبانى السكنية لا يوجد بها صرف صحى (بيانات تعداد 2006). 76% من مياه القرى مخلوطة بالصرف الصحى، و25% من مرضى المستشفيات بسبب تلوث مياه الشربو16% من دخل الفرد فى مصر ينفق على الطعام والشرابوالأدهى من ذلك أن حوالى 46% من الأسر المصرية لا تجد الطعام الكافى للحركة والنشاط (تقرير لشعبة الخدمات الصحية والسكان بالمجلس القومى للخدمات والتنمية الاجتماعية التابع للمجالس القومية المتخصصة).
طبعا بعد كل هذه الأمراض وحجم الفساد المالى والإدارى لابد للتقرير النفسى أن يكون له دور وتقول المؤشرات- وتذكر أنها صادرة منذ 2009 و تتحدث عن سنوات قبل ذلك ...بمعنى خذ فى اعتبارك زيادة الأرقام و النسب مع مرور الزمن.
فنجد الحالة النفسية لشعب مصر كالآتى 20 مليون مصرى مصابون بالاكتئاب و1200 حالة انتحار سنويا.. 24% منها فى القاهرة، 19.5% فى القليوبية، ومصر فى المركز 57 من بين 60 دولة فى تقرير البؤس العالمى من حيث معدلات البؤس والشقاء والتخلف والفقر.
طبعا فضلا عن مئات القضايا التى كسبها أصحابها والتعويضات ولم يحصلوا على شىء حتى الآن وبالعكس ظلموا وقهرهم الظلم مما زاد من الاكتئاب وكما نقول بالعامية المصرية (جاله لطف)
وأصدرت (منظمة العمل الدولية) تقريرها السنوى فى 1-2-2011م. الخاص بعام 2010م، وأشارت إلى أن وضع البطالة فى جميع الدول النامية ينذر بالخطر، حيث تجاوزت نسبة البطالة فيها 32.6% فى 2010، وحذرت من احتقان الشباب بسبب قلة فرص العمل المتوفرة خلال عام 2011، مؤكدة أن التحدى الكبير الذى يواجه دول العالم الثالث وعلى رأسها مصر، هو توفير فرص العمل، خاصة مع استمرار ارتفاع مستويات البطالة، فضلاً عن الإحباط المتزايد بين الشباب العاطلين، وضعف مستوى العمالة وانتشار الفقر فى المناطق النامية.
ولا ننسى مشكلة المشكلات مئات الموتى سنويا وهو عدد لم يسجل له نظير فى حرب أكتوبر ولكن فى حوادث الطرق والمواصلات تقارير النقل منذ عام 2009 وأحب دائما أن أذكركم بذلك فتقول إن 22.4 ألف حادث سيارة فى 2007.و88 ألفًا و779 قتيل، و379 ألفاً و233 مصاباً بسبب حوادث الطرق فى الفترة ما بين 1990 إلى 2006.. المركز الأول على مستوى العالم فى معدلات خسائر الأرواح (الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء).و7394 حادث بقطاع السكة الحديد فى الفترة ما بين 2000 و2006، أسفرت عن مصرع 573 شخصا وإصابة 805 آخرين، و4 مليارات جنيه خسائر سنوية بسبب حوادث الطرق (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار).
وبعد... فهذا نذر يسير من المشكلات التى تواجه أول رئيس لجمهورية مصر العربية.. وبالطبع الرئيس القادم لا يمتلك العصا السحرية لحل كل هذه المشكلات فى فترة أربع سنوات أو حتى ثمانى سنوات ,,,لكنه لديه ما هو أقوى وأكثر فاعلية من العصا السحرية ...لديه إرادة شعب.. فاليد الواحدة لا تصفق.. الرئيس بحكومته يد ونحن الشعب يد أخرى.. لذا من البداية قلت من سأختاره رئيسا لمصر سأسانده دورة أخرى ويد الله مع الجماعة.
