يجب ألا نبالغ فى تخوفاتنا من الحزب الوطنى المتُحلل أومن فلوله الباقية وخصوصا خلال الإنتخابات البرلمانية المرتقبة، يجب ألا نعطى لهذا الحزب ومريديه ـ سواء كانوا فلولا مختفية أو ظاهرة ـ حجما أكبر من حجمهم الحقيقى.. دعونا نتفق على أنه لم يكن يوجد كيان سياسى حقيقى ـ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانى ـ اسمه الحزب الوطنى طوال فترة الحكم السابق التى دامت طوال ثلاثين عاما!.
لا يجب أن ننسى أن هذا الحزب والملايين المزعومة التى كانت تتشكل منها قواعده الجماهيرية اختفوا تماما على مدى 18 يوما كاملة هى عمر ثورة يناير 2011 ـ وحمدا لله إن فعلوا ذلك ـ فلم يخرج علينا ولو عضو واحد منهم للدفاع عن النظام أوالتواصل مع الثائرين، المرة اليتيمة التى أطل فيها الأمين العام السابق للحزب الوطنى علينا كانت لنفى شائعة انتشرت عن هروب جمال مبارك وأحمد عز للخارج فى أعقاب أحداث يوم الثلاثاء 25 يناير.. استدعى الأمين العام كاميرات التلفزيون المصرى لتسجل ما ووصف بإنه اجتماع لهيئة مكتب الحزب بحضور جمال وعز وأذيعت اللقطات كرد غير مباشر على القلة المندسة مروجى الشائعة!!.
لا يجب أن ننسى أن موقعة الحمير والجمال كانت هى أعظم ما تفتقت عنه أذهان قيادات ذلك الحزب التى كانت منعزلة تماما عن الشعب ـ وحمدا لله ثانية على ما فعلوه رغم حسرتنا على ضحايا تلك الجريمة النكراء ـ بعدما حاول الرئيس السابق وكاد أن ينجح فى شطر الشعب إلى قسمين بعدما أعلن عن رغبته فى الموت داخل مصر!.
الثابت أن هذا الكيان المعروف بالحزب الوطنى كان امتدادا لكيانات مشابهة منذ قيام ثورة يوليو 1952، لم تكن سوى أوراما هلاميا نمت نموا عشوائيا معتمدة فى وجودها وحركتها على الدولة بكاملها، الرئيس والأجهزة السياسية والتنفيذية والأمنية كافة، وهذا التوصيف ليس فرط إنفعال من جانبى ولكنه حقيقة واقعة، ففى انتخابات عامى 2000 و2005 والتى أجريت تحت الإشراف القضائى الكامل لم تتجاوز نسبة المقاعد التى فاز بها مرشحو الحزب الوطنى أكثر من 31 فى المائة من عدد المقاعد وكلنا يذكر القصة المضحكة بضم المستقلين لضمان الأغلبية تحت القبة.
كانت هذه هى قوة وتأثير مرشحى الحزب الوطنى فى الشارع السياسى فى وجود الرئيس والدولة وكافة الأجهزة المساندة، فبالله عليكم ما هو حجم تأثيرها وتواجدها بعدما سقط النظام وذهب الرئيس؟!
نتفق على أن هناك فلولا لهذا الحزب لا تزال باقية تضمر شرورا ونوايا سيئة للثورة وما أنجزته، ونتفق كذلك على أن تلك الفلول ربما تغامر بدعم ما يمكن أن يطلق عليه ثورة مضادة، لا خلاف فى ذلك، ولكن يجب ألا ننسى أن هذه الفلول تعيش الآن كفئران مذعورة كامنة فى جحورها، تتركز غاية أحلامها فى الاختفاء بعيدا عن المحاكمات الجنائية أو السياسية التى قد تطولها، وهى أمال لا يجب أن ندعها تتحقق أبدا!
أطالب كافة فئات الشعب المصرى وعلى رأسها جموع الشباب الذين كانوا فى طليعة صفوف الثورة، أطالبهم ألا تهتز ثقتهم فيما حققوه ويجب كذلك ألا تفتر عزيمتهم لاستكمال كل ما هو مطلوب لتحقيق النجاح الكامل للثورة، على الجميع الاستعداد وبكل قوة للانتخابات المقبلة والتوحد تحت لافتة كيان أو ائتلاف سياسى كبير ينضوى تحت لواءه كافة الفئات المدنية المشاركة فى الثورة ـ رغم ما قد يوجد بينها من خلافات فى الرؤى ـ يجب علينا جميعا أن نطلب إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المسارعة بإصدار مرسوم بقانون يجعل القائمة النسبية غير المشروطة هى النظام الذى تجرى على أساسه الإنتخابات البرلمانية المقبلة.
مرة أخرى.. أرجوكم لا تخشوا الحزب الوطنى وفلوله!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة