أحمد تيمور يكتب: أسامة الباز الغائب الحاضر.. كيف لا تستفيد مصر من خبرته؟

الجمعة، 01 أبريل 2011 09:48 ص
أحمد تيمور يكتب: أسامة الباز الغائب الحاضر.. كيف لا تستفيد مصر من خبرته؟ د. أسامة الباز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن غريباً أن ينزل الدكتور أسامة الباز إلى ميدان التحرير، ليقف بجانب شباب الثورة، وينادى بإسقاط الرئيس السابق مبارك، فالرجل وطنى بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويختلف عن كل السياسين فى مصر، وهو من أعمدة النظام الحاكم فى مصر على مدار أربعين عاما عمل خلالها مع رؤساء مصر السابقين عبدالناصر والسادات ومبارك.

أسامة الباز شعر خلال الفترة الأخيرة من حكم مبارك بأنه بات معزولا داخل مؤسسة الرئاسة، وأن آراءه لم تعد تحظى بالقبول والتأييد من الرئيس، وتعرض فى تلك المرحلة لحرب "تكسير عظام" من جانب أجنحة النظام المتصارعة فهو لم يقف مع الحرس القديم ورؤيته فى الإصلاح والتغيير، ولا مع الحرس الجديد وطريقته فى عملية توريث الحكم لنجل الرئيس، فكانت النتيجة أن اتفق الطرفان عليه وقلصوا من دوره وصلاحياته داخل القصر الحاكم.

وعلى الرغم من أنه هو أحد معلمى جمال مبارك، وكان أول من سعوا إلى تنشئته سياسيًا، من خلال إطلاعه على ما يدور فى دهاليز الحكم، حتى تلقفه لاحقًا على الدين هلال ليصبح مرشده فى العمل الشعبى الجماهيرى.

إلا أن تصريحاته المتكررة بأن مصر لا يصلح فيها التوريث أغضب الكثيرين من المحيطين بالرئيس خاصة السيدة قرينته والدكتور زكريا عزمى الذى يعتبر عدوه اللدود داخل القصر الجمهورى، وكثيراً ما كال الاتهامات للباز بالتغريد خارج سرب المجموعة المحيطة بالرئيس مبارك وتمسكه بأفكار خاصة.

كما يقال إن الباز اعترض كثيراً على تدخل سوزان مبارك فى شئون لها حساسيات خاصة، كما طالب الرئيس بتغيير العديد من الوجوه المحيطة به من رموز الحرس القديم مثل "الشاذلى وسرور"، لذا كان توجه الفرقاء نحو الحد من نفوذه داخل مؤسسة الرئاسة.

ويتبنى الدكتور أسامة فكراً إصلاحياً وهو فكر بدا أمام معظم النخب المصرية متطوراً عن شخصيات متعددة قريبة من النظام، وكان يرى دائماً أنه يجب على مبارك تعيين نائب له، ومن الجدير بالذكر أن الرجل لا ينتمى إلى أى حزب سياسى بما فيهم الحزب الوطنى.

وكانت من أبرز تصريحاته: إنه كان يتعين على الرئيس مبارك أن يتنحى بعد أن أذل الشعب المصرى أكثر من اللازم، وهو شعب بسيط لا يستحق ذلك.

وانتقد اعتماد مبارك بشكل أساسى على القبضة الأمنية، وترك الملفات الداخلية فى أيدى الأجهزة الأمنية، على الرغم من كونها ملفات سياسية فى المقام الأول.

وأضاف: إن مبارك ترك الملفات الخارجية دون اهتمام، مما جعل بعض الدول، التى كانت بمجرد أن تسمع اسم مصر تهتز من داخلها، تتطاول عليها وتملى شروطها لأنها صارت لا تقدر مصر. وأخذ الباز على الرئيس مبارك عدم الاستماع إلى آراء ونصائح مستشاريه.

ومن الغريب عدم استعانة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بخبرة الرجل، وعدم إسناد أية حقيبة وزارية له، ومنها وزارة الخارجية، وربما سوف يحدث هذا قريبا أو فى المرحلة القادمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة