ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى تقرير لوليم وان، أن انحدار مستوى جهاز الأمن فى مصر، الذى كان محطا للخوف والهيبة طوال ثلاثة عقود حكم خلالها الرئيس السابق، حسنى مبارك وعكف خلالها على اعتقال النشطاء والتحقيق معهم، أكبر مؤشر على مدى سرعة تغير الأحداث فى واحدة من أكبر دول الشرق الأوسط، لاسيما بعدما أصبح الجهاز ذاته ضعيفا بلا أنياب ومحط سخرية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه فى تحول مذهل للأحداث، حاصرت الجماهير الغاضبة مقرات أجهزة الأمن، واقتحمتها ودفعت العاملين بها إلى الاختباء، ووصل الأمر إلى وضع كبار مسئوليها قيد الإقامة الجبرية أمس الثلاثاء.
علاوة على ذلك، استخدم المتظاهرون الذين اقتحموا مبنى أمن الدولة موقع "الفيس بوك" لنشر الوثائق التى وجدوها، ورغم أن المصريين لطالما شكوا بأن المنظمة لديها عملاء فى جميع أنحاء المجتمع، إلا أن الملفات التى ظهرت على شبكة الانترنت كشفت النقاب عن شبكة تجسس فاجأ اتساعها حتى هؤلاء الذين عملوا ضدها لسنوات.
وقالت "واشنطن بوست" إن الأوضاع تغيرت بصورة لا يمكن استيعابها، فبعد أن كان جهاز الأمن أحد الأجهزة التى لا يمكن المساس بها، بات الآن يسيرا انتقاده وحتى السخرية منه، الأمر الذى لا يستطيع نقاد النظام تصديقه.
على مدار عقود، كان جهاز الأمن فى مصر مكروها للغاية لأنه كان يستخدم كوكالة استخبارات محلية، وأفادت جماعات حقوق الإنسان بوجود حالات اعتقال وتعذيب دون سبب، وكانت هذه الانتهاكات جزئيا ما منح الثورة زخمها.
واشنطن بوست: انحدار مستوى الأمن يعكس سرعة التغيير فى مصر
الأربعاء، 09 مارس 2011 02:29 م