محمد حمدى

متى يستوعب الحكام العرب دروس التغيير

الأربعاء، 09 مارس 2011 12:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الخليج إلى المحيط يبدو العالم العربى فى خضم أمواج تغيير عاتية، لن تستثنى أحداً، بدأت الموجة الأولى من تونس، وتلتها موجة ثانية فى مصر انتهت بإغراق النظامين الحاكمين فى البلدين، بينما لا تزال الموجة الثالثة تحاول اختراق سدود السلطة فى ليبيا واليمن، ولا تزال أمواج التغيير تتجمع فى الجزائر والبحرين وسلطنة عمان والأردن والسعودية والكويت، بينما دول أخرى لا تزال فى مرحلة الترقب.

العالم العربى يتغير، ولن يستطيع أحد الوقوف فى وجه التغيير، وعلى كل الحكام العرب البدء الفورى فى إصلاحات حقيقية تنقسم إلى حزمتين أساسيتين حسب طبيعة النظم الحاكمة فى العالم العربى، الأولى المجموعة المحكومة بأسر حاكمة، سواء كانت ملكية أو سلطانية "السعودية وعمان والبحرين والأردن والمغرب"، أو أميرية مثل "الكويت وقطر" أو حتى أسرية فيدرالية مثل الإمارات".

وأعتقد أن هذه المجموعة من الدول بحاجة إلى التحول إلى نظام ملكى دستورى، يقوم على أن تملك الأسر الحاكمة ولا تحكم، بينما يتولى الشعب عبر مجالس نيابية منتخبة أمور الحكم وتشكيل حكومات لا يشارك فيها أبناء العائلات المالكة، على غرار الملكية الدستورية الموجودة فى بريطانيا.

أما المجموعة الثانية من الدول العربية الرئاسية فهى تحتاج إلى إطلاق حرية تكوين الأحزاب، وإجراء انتخابات حرة ديمقراطية بحيث يختار الشعب من يمثله سواء فى البرلمان أو فى رئاسة الجمهورية، لأن ما حدث فى مصر وتونس لن يكون بعيدا عن الجزائر وموريتانيا وحتى سوريا التى لا تزال هادئة حتى الآن.

وفى تصورى أن ليبيا واليمن قد دارت فيهما عجلة التغيير التى اتخذت شكلا عنيفا عبر موجهات مسلحة بين السلطة والمحتجين، وشهدت أيضا صراعات قبلية مسلحة بين القبائل الموالية للحكومة أو المعارضة لها، لكن مهما استمرت هذه المعارك لفترة حتى ولو كانت طويلة، فإن بقاء الرئيسين معمر القذافى وعلى عبدالله صالح فى الحكم لم يعد ممكناً على الإطلاق.

العالم العربى يتغير، وحركة التغيير فى الشارع أكبر من قدرة النخب الحاكمة العتيقة على استيعاب المتغيرات، أو التعاطى مع سرعتها، وما لم يبدأ الحكام العرب من الخليج للمحيط إدارة الإصلاحات السياسية والاجتماعية بإرادتهم وبشكل سريع، فإن طوفان التغيير سيجرفهم كما جرف مبارك وبن على، ويدك حصون القذافى وعلى صالح الآن.

وأعتقد أن الحكمة تستدعى الشروع فى التغيير الشامل الآن، وإلا فإننا مقبلون على بحور من الدماء، خاصة أن البلاد التى بدأت فيها إرهاصات التغيير، تسيطر عليها تركيبات قبلية وثمن التغيير العنيف فيها سيكون كبيرا جدا.

mhamdy12@yahoo.com








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة