رحل الفريق أحمد شفيق بعد أن طلب الشعب منه ذلك وذكر أيضا أنه تقدم باستقالته مرتين قبل أن تقبل الثالثة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أعلم أن الدفاع عن هذا الرجل قد يجلب المتاعب وربما يثير البعض، ولكن هذه وجهة نظرى وأتمنى أن تقبل.
كل خطيئة هذا الرجل أنه حلف اليمين أمام الرئيس السابق حسنى مبارك ولكن لا يمكن أن يختلف اثنان على سمعة وتاريخ هذا الرجل ولكنى أرى أن هذا الرجل قد تعرض للظلم فلم نمنحه فرصة ليدير لبلاد والتى تمر بمرحلة يصعب على أكبر الكفاءات تولى المسئولية وفى وقت أيضًا هرب فيه الكثيرون خوفًا من الزج بأسمائهم فى أى قضية أو خوفا من غضب الشارع المصرى والذى أصبح لأول مرة فى تاريخه يقول رأيه بمنتهى الحرية ويأخذ به.
فهذه النقطة تحسب لهذا الرجل فى الوقت نفسه موضوع (البون بونى) يعد النقطة السوداء فى مشوار هذا الرجل والذى لم يتجاوز الشهر تقريبا ولكنى استمعت لوجهة نظر هذا الرجل فيما يتعلق بهذا الموضوع واقتنعت بها ولك مطلق الحرية فى قبول وجهة نظره أو رفضها ولا يمكننى أن أنكر وجود بعض السلبيات فى هذه الفترة مثل الغياب الأمنى حتى الآن وعدم القصاص ممن اغتالوا أحلام الشهداء برصاص الغدر وربما هناك المزيد، ولكنى ألتمس العذر لهذا الرجل لأنه تعرض للضغط فى بعض الأحيان من النظام السابق وفرضت عليه أسماء بعينها فى التشكيل الوزارى ويواجه صعوبة فى إعادة الثقة بين الشرطة والشعب ويتحمل أيضا مسئولية كل شىء يحدث فى مصر مع الجيش وهذا يعد عبئاً ثقيلاً على الطرفين وأقول هذا الكلام تعبيرًا عن رأى شخصى، ليس لى مصلحة مع هذا الرجل ولم أكن موعوداً بوزارة فى عهده وكنت أتمنى أن يأخذ فرصة أكبر ويتاح له متسع من الوقت، ولكن فى نهاية الأمر الواقع يفرض نفسه علينا وهو أن هذا الرجل رحل وعين السيد عصام شرف، وهو رجل محترم ومشهود له بالنزاهة والشرف، وهنا يطرح السؤال نفسه بقوة شديدة هل سيستمر قبول هذا الرجل رئيساً للوزراء خلفًا للفريق شفيق رغم أنه عين وزيرًا فى عهد الرئيس السابق أم سينقلب البعض عليه بعد فترة أو بعد إعلان التشكيل الوزارى الجديد؟
فإذا تمت محاربة هذا الرجل سنكون أمام مأساة حقيقية، حيث إننا أصبحنا لا نقبل أى شخص لمجرد أنه خدم مع الرئيس السابق وإذا تم قبوله حينها نتأكد أننا ظلمنا سيادة الفريق لأنه خدم فى عهد الرئيس نفسه!
شخصيًا أتمنى أن نهدأ قليلا لكى تسير المركب ونعطى هذا الرجل فرصة فهو فى كل الحالات راحل بمجرد أن يتولى الرئيس الجديد منصبه، فالآن لدينا ما هو أهم بكثير ومن الممكن أن نلخصه فى أمرين بعينهما هما الأمن والطعام فهما أهم ما يشغل بال كل مواطن حيث لا يأمن فرد على نفسه أو بيته أو أبنائه، وبالنسبة للطعام لدينا العديد من الإضرابات وبالتالى توقفت عجلة الإنتاج ونحن نعيش الآن على المخزون المصرى والذى سينفد حتما يوما ما وحينها لن نجد شيئاً نأكله.
فأرجو أن نرتب الأولويات ولا أقصد إلقاء الحمل على الشعب ولا على المسئولين وحدهم ولكن يجب علينا التعاون من أجل الغد حتى نستطيع الاستمرار ومواصلة عملية الإصلاح.
الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة