د. جمال السيد المسيرى يكتب: من يفتدى مصر؟

الأربعاء، 09 مارس 2011 01:56 ص
د. جمال السيد المسيرى يكتب: من يفتدى مصر؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد قيام ثورة شعب مصر وما حدث فيها وانسحاب قوات الشرطة، ونزول قوات الجيش للسيطرة على الأوضاع عانت مصر فراغاً أمنيا تمثل فى فتح السجون وهروب المسجونين، وجاءت فرصة ذهبية للبلطجية والخارجين على القانون، وحتى الطماعين ومنعدمى الضمير، وظنوا أن مصر بممتلكاتها أصبحت مستباحة والشاطر من ينهب أوى سرق أوى خالف القانون سواء فى صورة ترويع المواطنين، أو السرقة أو البناء على الأراضى الزراعية أو حتى وصل الأمر إلى سرقة الآثار، واقتحام الأماكن الأثرية والتنقيب فيها.

وفى ذات الوقت نجد آلاف الشباب والمواطنين الشرفاء الأبرياء يحاولون أن يقدموا شيئا لمصر سواء فى صورة دهان الأرصفة أو كنس الشوارع، وقبل ذلك نزولهم فى صورة لجان شعبية للدفاع عن الممتلكات والمنازل. ومن المعروف أن القوات المسلحة تقوم بعمل بطولى فى مرحلة فارقة فى تاريخ مصر، وهى حماية الأمن الداخلى، رغم أن أفراد الجيش ليسوا مؤهلين لذلك، وبالطبع المهمة الأساسية للجيش، وهى حماية الوطن ضد الأعداء من الخارج، وبالطبع لا تملك القوات المسلحة الأفراد الكافية التى تسمح لها بالانتشار فى جميع الشوارع والمناطق.

وأكثر ما أخشاه أن تجر قوى خارجية مصر إلى مواجهة معها، مما يستتبعه من انسحاب بعض القوات المسلحة لمواجهتها، وبالتالى زيد الفراغ الأمنى، وهنا تصبح الكارثة مضاعفة. لذلك اقترح تقوم القوات المسلحة بعمل أو إنشاء قوات دفاع داخلى بصورة تجنيد اختيارى للشباب أو تطوع مؤقت لمدة ولتكن 6 أشهر، خصوصاً لحاملى الشهادات الذين لم يحصلوا على وظيفة بعد، أو أى فرد يجد عنده الوقت، بحيث يتم عمل مراكز تجنيد وتأهيل وتدريب فى كل مدينة أو مركر قروى يتم فيه تجنيد أو تطوع الأفراد للدفاع الداخلى، وفى خلال أسبوع يتم تدريب المتقدمين على الرماية والمبادئ العسكرية القتالية.

وتكون فترة الخدمة يومياً لكل فرد 6 أو 8 ساعات، ويقضى بقية الوقت فى بيته أو عمله، وأيضاً ينام فى بيته، ويقوم كل فرد بالخدمة داخل مدينته أو قريته، كنوع من التسهيل عليهم، بحيث يتم عمل مجموعات مسلحة للحراسة أو تأمين المنشآت الحيوية أو الطرق السريعة أو المواقع السياحية أو المدارس أو أى تكليفات، وبعد انتهاء فتره الحراسة يقوم الفرد بتسليم سلاحه، ويتسلم السلاح أفراد النبطشية التالية، وبالطبع يرتدى الأفراد ملابس القوات المسلحة، وبذلك تكون تطويراً للجان الشعبية، ولكنها سوف تكون تحت إشراف القوات المسلحة.

وبالطبع يكون مدعواً أيضاً ضباط أو أفراد القوات المسلحة المتقاعدين لكى يشرفوا على هذه المجموعات، وأيضاً يساهم فى الإشراف على هذه المجموعات ضباط أو أفراد القوات المسلحة العاملة، وبالطبع يكفى لتسليح هذه المجموعات الأسلحة الخفيفة، وتوفير سيارات نصف نقل للحركة والانتشار، ويكفى فقط تصفيح صندوق هذه السيارات لكى تكون مؤهلة للقيام بمواجهة مع الخارجين على القانون.

وأثق أنه بمجرد أن يتم الإعلان عن ذلك، سوف يتقدم مئات الألوف فوراً إلى هذه القوات للدفاع عن أمن مصر، وهناك نقطة هامة، أن قوات الدفاع الداخلى ليست بديلاً لقوات الشرطة أبداً بل العكس هو الصحيح، فهى سوف تكون داعمة لقوات الشرطة.

ويجب أن لا ننسى أن قوات الشرطة سوف تأخذ فى رأيى عدة شهور حتى تستعيد الوضع السابق، وحتى تتغلب على الأزمة، والحاجز النفسى بينها وبين المواطنين، وكذلك نفس الوضع من ناحية بعض المواطنين تجاه قوات الشرطة. وبالطبع حدث وسوف يحدث أن يستغل بعض الخارجين على القانون أو عديمى الضمير إشعال نار الفتنة بين الشرطة والمواطنين، حتى تخلوا لهم الساحة لمخالفة القانون بأى صورة كانت.

وشخصياً أفضل أن يتم عمل قوات الدفاع الداخلى مع قوات الشرطة لأنها سوف توفر لقوات الشرطة الدعم النفسى، ولا تترك المجال لأى مثير للفتنة أن يدعى كذباً أى شىء ضد قوات الشرطة، أى لا يستطيع تأليب المواطنين ضد قوات الشرطة، وختاماً تحضرنى وأنا أكتب هذا المقال، كلمات الشاعر الكبير أحمد رامى التى غنتها أم كلثوم، ولذلك جعلتها عنوانا للموضوع:
أجل إن ذا يوم لمن يفتدى مصر............... فمصر هى المحراب والجنة الكبرى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة