تعلق صحيفة "الجارديان" على الاتجاه الدولى نحو فرض حظر الطيران الجوى على ليبيا فى ظل استمرار القتال بين القذافى والمعارضة الليبية، فيصف الكاتب سيمون جينكينس هذا الاقتراح بالجنون، واعتبر أن حظر الطيران هو كناية عن الحرب، ويرى الكاتب أن الأسبوع الماضى قد شهد لحظة قصيرة من التعقل من قبل البيت الأبيض والبنتاجون سرعان ما تلاشت، فكل من المؤسستين الأمريكيتين توخيتا الحذر إزاء اقتراحات الكونجرس والحكومة البريطانية بفرض حظر طيران جوى على ليبيا، وأشار وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس إلى أن هذه الخطوة هى كناية عن الحرب وتطلب القضاء على الدفاعات الجوية بقصفها،
ولأن الهدف الواضع هو مساعدة الثوار على تغيير النظام فى ليبيا، فإن التحريض على نشر مزيد من القوات فى حالة فشل ذلك سيكون أمراً لا يمكن مقاومته.
ويعتقد الكاتب أن ردود فعل الغرب تجاه ما يحدث فى ليبيا لم تخففها أى إجراءات، ومن الصعب تخيل أن شىء يمكن أن يسعد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والمتطرفين فى جميع أنحاء العالم أكثر من تدخل أمريكى بدعم بريطانى، ولهذا السبب فإن الثوار فى ليبيا يناشدون الغرب بعدم التدخل فى صراعهم وعدم إضفاء أى مصداقية على مزاعم القذافى بأن الغرب يريد نفط ليبيا.
من ناحية أخرى، يرى الكاتب سيمون تسيدال، أن القوى الناعمة هى أفضل وسيلة للتدخل الغربى فى ليبيا، ويرى أن تبنى الدبلوماسية مع زعماء المعارضة ربما لا يكون الخيار الأسرع، لكنه الخيار الذى سيثمر على الأرجح عن نتائج دائمة.
ويضيف أن الحكومات الغربية تعى ما حدث فى حرب العراق، وتشعر بالقلق من تداعيات التدخل فى دولة إسلامية مرة أخرى، وقد فشلت المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية أو الاتحاد الأفريقى فى أخذ زمام المبادرة، فى حين أن القوى الناشئة وتحديداً الصين تبقى رؤوسها منخفضة.
وزيادة التدخل الغربى سيحسم المعركة لصالح الثوار، وإذا أسيئ استخدامه، فإنه ربما يقوى من شوكة القذافى وتنفير الرأى العام المسلم، وتقويض مصداقية الثورة.
الجارديان: فرض حظر الطيران على ليبيا يعنى الحرب
الأربعاء، 09 مارس 2011 01:22 م