أحمد مصطفى الغـر يكتب: ثورة.. لامست الجرح النازف فَطيّبتهُ

الأربعاء، 09 مارس 2011 09:44 ص
أحمد مصطفى الغـر يكتب: ثورة.. لامست الجرح النازف فَطيّبتهُ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما انتفض الشعب المصرى معلناً ثورته على النظام الفاسد، لم يكن فى حسبان أحد أن تُعيد الأمل فى نفوسنا، وخاصةً أننا كنا قد بدأنا نفقده تماماً، اعتقدنا أن الرئيس مبارك مخلد فى الرئاسة حتى وفاته، واعتقد الكثيرون أن جمال مبارك سيحمل الراية بعد أبيه، سواء شاء الشعب المصرى أو رفض، لكن لم تكن مشكلة التوريث هى الهم الأكبر لدى الكثيرين بقدر ما كان الهم الأكبر هو توفير قوت اليوم الواحد، وتوفير رغيف خبز بعد عناء كبير فى طوابير طويلة، كان المواطن يشعر بأنه غريباً على أرض وطنه، كان لدى كل منا إحساس بأننا لسنا أصحاب البلد الحقيقيين، بل الحكومة والنظام وكبار رجال الدولة هم من يملكونها!

كان هذا الإحساس بالغربة بمثابة جرح نازف لا يندمل، لم يهتم النظام يوماً بأن يجعل الشعب يفرح أو يعافى من أمراضه، بل كانت الحكومة (الغبية) تزيد من صعوبة المعيشة على أبناء الشعب، كان الأغنياء يزدادوا ثراءً، والفقراء يزدادوا فقراً يصل إلى حد الجوع فى بعض الأحيان، هذا بخلاف الإهمال فى قضايا تمس أمن مصر القومى، مثل مياه النيل، والمخزون الإستراتيجى من ثروات باطن الأرض، وخاصة الغاز الذى كان يُقدم لإسرائيل كمنحة أو هبة من فرعون الدولة، لم يشعر أى مسئول فى مصر بحجم المعاناة التى يعانيها المواطن، ولم يكن أياً منهم يريد أن يرى تلك المعاناة، وعندما كانت الصحف ووسائل الإعلام تعرض بعضاً من مآسى المصريين، كان النظام يمارس ضغوطه المختلفة لمنع عرض تلك الأشياء.. وبعد سنوات صار أمراً عادياً أن يتم عرض مشاكل الفقر والظلم، وأصبح لدى النظام مناعة ضد النقد، ولم يعد أحد من المسئولين يأبه أو يكترث بما تكتبه الصحافة وما يبثه الإعلام، فكل ما هو مهم أن يبقى كل مسئول قابع فى منصبه.

وبينما كان النظام ينعم فى أموال الشعب المنهوبة، كانت جراح المصريين تزداد وتزداد، وكان شعب مصر ينتظر شرارة فقط لتجعله يشتعل ليحرق كل من ظلمه أو نهب أمواله على مر عقود، وكانت ثورة تونس بمثابة مثال نجاح ليس ببعيد سواء مكانياً أو زمانياً عنا فى مصر، فخرج شباب مصر الطامح إلى الحرية ليشعل شرارة الثورة، ويتبعه كل طوائف الشعب المصرى لوقف نزيف جراحه التى سببها له نظام مبارك، لقد كانت ثورة 25 يناير هى بمثابة الدواء الذى وصل فى موعده قبل أن يزداد نزيف جراحنا ونفقد الحياة، ثورة مباركة بيضاء أعادت لنا الأمل فى الحياة بعد أن كدنا أن نفقد الحياة نفسها!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة