قام الدكتور محمد ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس والدكتورة غادة الدرى عميد معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس بعمل مركز تابع للمعهد ومركز رعاية الاطفال يقوم على علاج بعض حالات ذوى الاحتياجات الخاصة بطرق جديدة منها الرسم والموسيقى واللعب ويحدثنا عن المركز دكتور إيهاب عيد رئيس وحدة تعديل السلوك والتركيز بمعهد دراسات الطفولة – جامعة عين شمس قائلا: "بدأنا نفكر منذ فترة فى طرق جديدة لعلاج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة غير الطرق الكلاسيكية المعتاد عليها من قبل كالتخاطب وتنمية المهارات، لذلك قمنا بعمل العديد من الدراسات داخل وحدة تعديل السلوك وانتهينا بعمل مركز ملحق له يضم بداخله علاج هؤلاء الاطفال بالموسيقى والرسم واللعب وهذه هى مرحلة البداية، ولاحظنا أن هناك بعض الأطفال قد تحسنت حالتهم بالفعل عن طريق هذا النوع الجديد من العلاج بجانب العلاج المعتاد عليه، وذلك لأن إنجاز هؤلاء الأطفال لبعض الأعمال البسيطة يعطى لهم دفعة قوية لانجاز اعمال اخرى قد تكون اكثر تعقيدا وهكذا يستطيعوا الاندماج فى المجتمعوالتعامل مع الناس وهذا ما نريد نحن انجازه".
وتقول استاذه همت – خبيرة العلاج بالموسيقى بالمركز :" فى البداية كان يواجههنا مشكلة اقناع اولياء الامور بان هناك علاج عن طريق الموسيقى ، وهناك دراسات عديدة تؤكد ان نغمات الموسيقى لها تأثير كبير خاصة عند الاطفال المصابيين بفرط الحركة فعن طريق الاستماع الى موسيقى هادئة تهدىء اعصابه وبالتالى حركته تهدىء ، اما بالنسبة للاطفال الذين يعانون من الانطوائية او الذاتوية فعن طريق الاغانى والموسيقى الصاخبة ذات الحركة فتجعله يشارك الحاضرين معه الحركة ، وهذا يتم وهو وسط مجموعة من الأطفال حتى تكسر ما عنده من حدة عدم التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلى اقتراب بعض الآلات الموسيقية إليه فيضطر إلى النظر إليها وهذا فى ذاته خطوة إيجابية، فيمكن أن يفكر فى مرحلة أخرى من الإمساك بالآلة واقترابها منه أكثر ويكون متمكنا من العمل عليها، ونحن نأمل أن نصل بهؤلاء الأطفال إلى مرحلة عزف مقطوعة موسيقية كاملة ونعمل لهم حفلة كبيرة يحضرها الجميع لتشجيعهم، أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من صعوبة فى الكلام فعن طريق الموسيقى نستطيع تنغيم جميع الكلمات التى نريد أن يعرفوها فتكون سهلة عليهم، وذلك لأنه يحفظ النغمات أولا ثم الكلمات ومن الممكن أيضا أن نلحن جدول الضرب لهؤلاء الأطفال حتى يستطيعوا حفظه بسهولة، والهدف الأساسى لاستخدام الموسيقى هى تنمية الجانب السمعى لديه".
ويشير أستاذ أشرف فؤاد خبير العلاج باللعب داخل المركز قائلا:"إنه عن طريق اللعب يستطيع الأطفال الاندماج مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى تعليمهم للنظام والترتيب وإكسابهم مهارات كثيرة واللعب على إخراج ما بداخل الطفل من طاقة سلبية ناتجة عن ضغوط الآباء والأمهات فيقول الإمام الغزالى (منع الصبى عن اللعب وإرهاقه فى التعلم دائما يميت قلبه وينقص ذكاءه حتى إنه يتمنى أن يتخلص من ذلك كله".
ويضيف أستاذ أحمد سعيد خبير الإرشاد بالمركز قائلا:"أقوم بإرشاد الوالدين للطرق المثلى للتعامل مع حالة طفلهم وإعطائهم بعض الطرق للمساهمة فى علاج طفلهم المصاب ببعض الاضطرابات النفسية والأطفال المدمنين للإنترنت والألعاب الإليكترونية".
ويقول أستاذ محمد حسن عبد الكريم خبير العلاج بالفن داخل المركز: "دائما ترتبط النفس البشرية بالإبداع، والرسم له تأثير فعال على النفس والجسم، وأقوم بمعالجة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة عن طريق الرسم ومع مرور الوقت لاحظت تطور الجوانب النفسية لهؤلاء الاطفال وذلك فى فترة قصيرة، ودورنا هنا ليس جانب تعليمى فقط ولكن تطويع مجال الرسم فى المعالجة النفسية والبدنية ولوحظ هذا الدورالى الجانب العلاجى أيضا، ولقد قمنا منذ فترة قصيرة بعمل معرض من لوحات هؤلاء الاطفال ولكم أن تحكموا على مدى تأثير الفن على حياتهم".
تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على health@youm7.com