علا بركات تكتب: الفرد الأوحد

الإثنين، 07 مارس 2011 10:32 م
علا بركات تكتب: الفرد الأوحد مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هكذا نتعامل للأسف طوال الوقت، كلما سقط فرعون بحثنا عن آخر لننصبه إلها علينا ولا أتحدث هنا عن الرئيس فقط، بل كل رئيس مهما كانت وظيفته.

فى كل وظيفة تجد دائما المنافق الذى يجيد الكلام والخطابة وتملق الأعلى منه وهذا دائما يصل إلى الأعلى بسهولة مهما قلت إمكانياته الشخصية، ومهما كان ذلك على حساب الأفراد الأكثر كفأ.

فى كل عمل هناك من يجيد فن إشعار الآخرين بأنهم يحتاجون إليه ولا يمكنهم الاستغناء عنه أبدا خاصة الرؤساء المباشرين، وبهذا ينجح دائما فى إبعاد أى شخص ذو كفاءة فعليه حتى باتت الكفاءات من النوادر.

فى كل عمل هناك من يتخطى الآخرين بنقل الكلام من وإلى الرئيس ليضمن بذلك الإيقاع بين أى شخص ذى كفاءة وبين الرئيس المباشر.

طرق كثيرة جدا للفساد توغلت داخل نفوس الكثيرين منا أقنعه تدرب على ارتدائها الكثير حتى بات من الصعب معرفة الجيد من الخبيث بدون خسائر حقيقية.

أخطبوط تمتد أذرعه إلى كل مكان فى مصر، تمتص كل ابتكار وكفاءة لصالح كل فساد وعندما انكشف المستور.. أصبح الجميع يعيشون فى فيلم رعب.

فقد جاءت ثورة 25 يناير لتغير رأس المنظومة فقط، وتظل باقى المنظومة فاسدة ليس فى المحافظين ولا رؤساء الجامعات ولا أعضاء المجالس المحلية ولا رؤساء الشركات الكبرى أو غيرها فقط، بل فى كل عمل على الإطلاق.

نحن الآن فى مرحلة كشف الحقائق ولهذا سيطر الرعب على الجميع، فالفاسد الذى لم يعرف فى حياته سوى النفاق والأساليب الملتوية فى الوصول لأهدافه لم يعد يعرف له رئيسا ينافقه، وهو أصلا لا يعرف طريقة غيرها للتعامل، والجيد لم يعد يعرف كيف يتعامل مع الجميع، الفاسدون يحاولون الآن الظهور بمظهر الطهر والبراءة. والكفاءات تحاول أن تجدها مكانا تحت الشمس فى جسد مازال يعانى التعفن الوظيفى.

كيف تحرر عقول أشخاص عاشوا حياتهم كلها يعرفون جيدا أنهم فاشلون لأنهم لا يستطيعون النفاق والتملق؟

كيف تحرر عقول أشخاص عاشوا حياتهم كلها لا يعرفون النجاح بدون نفاق وتملق؟ كيف يمكن الوصول إلى حل وسط بين الجميع، الرئيس الذى تعود أن ينافقه الجميع، بل ويعطى أكثر لمن ينافقه أكثر، وبين المنافق الذى لا يجد صعوبة فى ابتكار أساليب جديدة لينافقه وبين آخرين يريدون الحياة الطبيعية المحترمة دون أدنى شبهة إهانة للذات بالنفاق؟

ألهنا كل أحد، كل رئيس فى أى منصب، كل من هو أعلى منا. جعلنا من كل شخص فرعون والآن، عندما سقطت الفراعين، نتخبط جميعا لأننا لم نتعود أبدا على التعامل مع من هو ليس إلها فردا واحدا.

أمامنا وقت كثير جدا – لو ظللنا على الطريق الصحيح – كى نصل إلى مرحلة تمجيد الكفاءات الفعلية وليس الفراعين الصنمية. فهل نتحمل وقتا أطول؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة