صفية الصاوى تكتب: يا مصطفى أذقنى طعم الحرية!

الإثنين، 07 مارس 2011 10:58 ص
صفية الصاوى تكتب: يا مصطفى أذقنى طعم الحرية! الشهيد مصطفى الصاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إهداء إلى الشهيد مصطفى الصاوى الذى أذاقنى طعم الحرية..
- أتتحدثين إلى نفسك؟!
- لا يا "ماما" أنا أتحدث إليه!
رمقتنى شذرا، خرجت وأغلقت الباب وراءها...
وأمام شاشة "الكمبيوتر" وتحديدا أمام صفحة "اليوتيوب"، وأكثر تحديدا أمام ذلك المشهد الذى تم التقاطه للشهيد مصطفى الصاوى بالمشرحة بعد سقوطه شهيدا فى ميدان التحرير - أيام ثورة الشباب- إثر تلقيه عشرات الرصاصات فى صدره، عدت ثانية إلى ذلك الحوار: سامحنى يا أخى فليس بيدى!
ليس بيدى أن صادفت الثورة وجودى خارج البلاد، كنت لأخرج معك، أحمى ظهرك، أحمل مصحفك أتناول معك العهود على الصمود حتى النصر... أو الشهادة، ولكنى لم أتركك فقد كنت معك بقلبى وعينى على شاشة التلفاز أتابع لحظة بلحظة صياغة التاريخ لصفحته الجديدة، صفحة كتبتها أنت بدمائك...
صفحة الحرية!
الحرية يا مصطفى، ولا أقصد الحرية التى يتحدث عنها الشارع بجلاء الحاكم وسقوط النظام! ولكن أقصد الحرية التى تجعلك تتنفس!
وأنت الآن تتنفس!
شغف عجيب يتملكنى منذ الصغر بمشاهدة التسجيلات التى كانت تنقل عبر موجات الأثير من ساحات القتال، فبعيدا عن أجواء الحرب المزعجة وساحات القتال الدامية كانت الحياة تبدو للنظرة الأولى عادية طبيعية، هذا هنا هذا هناك! إلا شيئا واحدا، فهؤلاء يستطيعون التنفس لأنهم يدركون معنى الحرية بينما نحن لا نستطيع...
الحرية يا مصطفى!
ذلك الكيان المعنوى المجهول...
استطعت أنت فك طلاسمه!
ذات يوم سألنى أحد المفكرين أن أصف له الحرية كما أراها، وقتها أعجزنى الرد، وهل رأيت الحرية يوما حتى أصفها؟!
كان الأديب طه حسين يقول: إن الحرية حرية القول والعمل، ومع احترامى للأديب أرانى أختلف معه، وهل الحرية أن أترك نفسى وهواها؟! أقول ما أشاء ساعة أشاء! أفعل ما أريد ساعة أريد! عقيدتى نفسى ومبدأى هواى!

يتحدثون عن الحرية ولم يعرفوها، ولكن أنت يا مصطفى... أنت عرفتها!
وفى ميدان التحرير انكسر القيد...
وبكينا حزنا، بكينا ألما، بكينا غضبا...وبكينا فرحا!
وإذ بى أنظر إليك، إلى وجه جمدت على شفتيه ابتسامة العارف بالحرية، وبكيت على حالى وأنا أتمتم من بين شفاه راجفة: يا مصطفى أذقنى طعم الحرية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة