ماذا لو عاد اليوم نزار يسألُ
قارئة َالفنجان أين حبيبتى؟!
فقالت حبيبتك محبوسة ٌ
فى قصر ٍمسحور
وطريقك أشواكٌ وذئابٌ ونسور
وظلامٌ حالكْ
أصواتٌ تنذر بمهالكْ
أشباح ٌ تتراقص فى كل مسالكْ
وستمضى وحيداً من غير بدور
وطريقك يحتاج سنين وشهور
مازالت قارئة الفنجان تؤكد
وتقرأ وتقـلـِّب كل سطور
حبيبتك فى قصر ٍمسحور
يحرسها ملايين الجان
وجحافل كل السجان
وعمالقة ٌ تشبه أحجام الثيران
ويحيط بالقصر نيران
ويحيط بالقصر بحور
حبيبتك تنادى
ومجدافك يا ولدى مكسور
وبذور اليأس صارت أشجاراً وجذور
ضربت أعماق الوجدان
وحكايات الخوف ترعب كل الولدان
والأمل تهشم كزجاج ٍمنثور
وحول القصر
ألف جدار وألف سور خلف سور
وظن الكل يقيناً
بأن حبيبتى ستموت
فكلاب القصر
تنهش جوعاً كل القوت
وقالوا إن فديتها
كل كنوز الأرض مرجاناً وياقوت
حبيبتى ستموت حتماً ستموت
وسَيُـقـتلُ فى صمت وسكوت
من يدنوا من أى قصور
خابت كلُ آمال الفرسان
وعجزت كل فنون الإنسان
أن تلقى سبيلا ً
نحو القصر المسحور
وفجأة ً
هبت براكينٌ من تحت جحور
وانبثق طوفانٌ من تحت صخور
وغزلت شمس الأمل خيوطاً من نور
ودب رحيق العزم فى كل زهور
وتراكم غيظ العشق المقهور
وانطلق ركب الشجعان
من كل صبايا وبنات الحور
ودم الشرايين يفور
نحو القصر المسحور
فتهاوت كل قلاع الحراس
وهتف بلالٌ
ورنت كل الأجراس
وهربت أشباح الجان
وتبين أن جميع الأسوار
كانت كذباً كانت وهماً كانت زور
وكل زهو كان غرور
وتهشم قيد الخوف
مثل زجاج كالبلور
وانتصر الفرسان
فى موقعة الجمل المشهور
وذكرى الشهداء ستبقى
مسكاً وعبيراً عبقاً وعطور
يفوح فى كل دهور
ستبقى ذكرى الشهداء
نبراساً فى كل عصور
وانكشفت أقنعة الوهم الزائف
وخابت كل ظنون الفنجان
وانهزم القصرالمسحور
وعادت حبيبتى
