د. آلاء عبد الحميد تكتب: حتى لا تندب حظك

الإثنين، 07 مارس 2011 08:59 م
د. آلاء عبد الحميد تكتب: حتى لا تندب حظك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد حرمت مما كنت تمنى، لم تحصل على الوظيفة المناسبة لك بينما حصل عليها زملاؤك، ولربما تخرجت فى كلية لم تتمناها يوما، وأراك تتذمر اليوم، وأراك تبكى على فشلك وتندب حظك، لهذا السبب فقط كتبت هذه الكلمات.

واعلم أن ستة أشياء إذا ذكرتها هانت عليك مصيبتك (أن تذكر أن كل شىء بقضاء وقدر، وأن الجزع لا يرد القضاء وأن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منه, وأن ما بقى لك أكثر مما أخذ منك، وأن لكل قدر حكمة لو علمتها لرأيت المصيبة هى عين النعمة، وأن كل مصيبة للمؤمن لا تخلو من ثواب ومغفرة أو تمحيص أو رفعة شأن أو دفع بلاء وما عند الله خير وأبقى.

وأتذكر قصة الرجل الذى كان فى زورقه وحيدا عندما جرفته الأمواج العاتية وقلبت قاربه الصغير وجرفته حتى وجد نفسه على جزيرة غير مأهولة بالسكان، وجاب الجزيرة بحثا عن طعام، فصنع لنفسه كوخ صغير وتناول ثمار الجزيرة، وكان يصطاد الأرانب ليأكلها، وفى يوم بينما كان يطهو الأرنب امتدت النار إلى كوخه الصغير فاحترق بكامله واحترق، فأخذ الرجل يندب حظه ويقول "حتى الكوخ احترق، يالسوء حظى العثر!، ونام الرجل ليلته جائعا، ولما استيقظ وجد رجالا حوله يطلبون منه الصعود إلى سفينتهم، وتعجب الرجل، فكيف عرفوا مكانه وهى الجزيرة التى لا يأتيها أحد، فاخبروه بأنهم رأوا دخانا كثيفا يتصاعد فى السماء فعرفوا أن أحدهم يطلب المساعدة.

يقضى أحدهم شبابه وهو يتمنى شيئا ويعيش لأجله وإن لم يحصل عليه أصابه اليأس، ورأى دنياها وقد توقفت عليه، ولربما لجأ للانتحار، ولا يدرى أن الله أدرى منه بمصلحته فهو الذى خلقه وهو الوحيد القادر على إسعاده، اعلم أن كل شىء فى الدنيا خير، وأدرك سؤالك الذى يدور بذهنك، وكيف تكون المصائب خير؟، كيف يكون الألم خيرا ؟، كيف يكون المرض خير؟، وإجابة سؤالك عندى، أن الله إذا أحب عبدا، وهو مذنب أعانه على الخير وفعل الحسنات، حتى تكفر عنه سيئاته ولكنه إن لم يكثر منها وتباطأ، رزقه الله بالابتلاء حتى يصبر عليها فيأخذ الثواب على الصبر وعلى الإحساس بالألم ولربما كان ظلم أحدهم لك خيرا، ولربما كانت آلام لأمراض مزمنة لك تكفيرا لذنوبك وأعجبنى قول حكيم فارسى ما شكوت الزمان ولا برمت بحكم السماء، إلا عندما حفيت قدماى، ولم أستطع شراء حذاء فدخلت مسجد الكوفة، وأنا ضيق الصدر، فوجدت رجلا بلا رجلين، فحمدت الله وشكرت نعمته على.

وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر، فكان خيراً له. رواه مسلم.

فكل أمورك خير لك، وإن كثرت همومك، وعصفت بك التحديات فتذكر أن تضىء شمعة صغيرة خير لك من أن تنفق عمرك تلعن الظلام، فما رأيت أتعس من رجل يبكى على ماضيه وقد ترك حاضره الجميل، واعلم أن السعادة ليست فى أن تعمل دائما ما تريد بل فى أن تريد ما تعمله.

وأحب أن أختم كلماتى حتى لا تندب حظك بمقولة شكسبير الشهيرة لمن اقتنعوا بتلك الكلمات ولكنهم يحسبون للمجتمع نظرته الحادة لمن يفشل أو يصاب بابتلاء شديد
إن "المهزوم إذا ابتسم، أفقد المنتصر لذة الفوز".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة